(وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن أحدكم ليقوم من وضوئه فيتساقط عن جوارحه الذنوب ، فاذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمه ، فاذا أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك ، حتى عدّ الصلوات الخمس ، ثم قال : يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي (١).
١٢ ـ روى العياشي ، عن جابر بن يزيد في تفسير قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)(٢) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن آبائه (عليهمالسلام) قال : بينما رسول الله (صلىاللهعليهوآله) جالس ذات يوم إذ دخلت عليه أم أيمن في ملحفتها شيء ، فقال لها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : يا أم أيمن أي شيء في ملحفتك؟ فقالت : يا رسول الله فلانة بنت فلان أملكوها فنثروا عليها فاخذت من نثارها شيئا ، ثم إن أم أيمن بكت فقال لها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : ما يبكيك؟ فقالت : فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيء. فقال لها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : لا تبكي ، فو الذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لقد شهد أملاك فاطمة جبرائيل وميكائيل واسرافيل في ألوف من الملائكة ، ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها وزمردها وياقوتها وعطرها ، فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعوا به ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فهي في دار علي بن أبي طالب (٣).
__________________
(١) مجمع البيان ، الطبرسي ، ٥ / ٢٠١+ قلائد الدرر ، الشيخ الجزائري ، ١ / ٥٦.
(٢) الرعد / ٢٩.
(٣) تفسير العياشي ، محمد بن مسعود ، ٢ / ٢١١ ـ ٢١٢+ تفسير القرآن ، القمي ، ٢ / ٢٩٢+ تفسير فرات ، فرات بن إبراهيم الكوفي ، ٧٢.
وورد هذا التفسير بلفظ آخر عن الإمام الباقر ، أخرجه القرطبي في تفسيره فقال : قال أبو جعفر محمد بن علي : سئل النبي (صلىاللهعليهوآله) عن قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) فقال : شجرة أصلها في داري وفرعها في الجنة ، ثم سئل مرة أخرى فقال : شجرة أصلها في داري وفرعها في الجنة ، ثم سئل عنها ثالثة فقال : أصلها في دار علي وفرعها في الجنة ، فقال النبي : إن داري ودار علي غدا في الجنة واحدة في مكان واحد. الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي ، ٩ / ٣١٧.