حكما ، فقال النبي (صلىاللهعليهوآله) لهم : أتعرفون ابن صوريا؟ قالوا : نعم ، واثنوا عليه وعظموه ، فارسل إليه فأتى فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله) : أنشدك الله هل تجدون في كتابكم الذي جاء به موسى (عليهالسلام) الرجم على المحصن؟ فقال : نعم ، ولو لا مخافتي من رب التوراة أن كتمت لم اعترفت فنزلت (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)(١) فقام ابن صوريا وسأله أن يذكر الكثير الذي أمر بالعفو عنه فاعرض عن ذلك ، واسلم ابن صوريا عبد الله وكان شابا أمرد ، أعور ، وكان أعلم يهودي في زمانه (٢).
٨ ـ روى العياشي في تفسيره ، في تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)(٣) عن زرارة وحمران عن الإمام أبي جعفر الباقر قال : أن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) قد كان لقى من قومه بلاء شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة ، فاتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه فرفعته عنه ومسحته ثم أراه الله بعد ذلك الذي يحب ، أنه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا حتى جعل الله أبو سفيان والمشركون يستغيثون (٤).
٩ ـ روى الطبري وابن كثير بسندهما عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكم بن عباد في تفسير قوله تعالى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ)(٥) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : لما نزلت على رسول الله (صلىاللهعليهوآله) وقد كان بعث أبا بكر ليقيم الحج للناس ، فقيل يا رسول الله لو
__________________
(١) المائدة / ١٥.
(٢) كنز العرفان في فقه القرآن ، المقداد السيوري ٤ / ٣٣+ مقتنيات الدرر ، سيد مير علي الحائري ، ٥ / ٩٦ وانظر : لباب النقول ، السيوطي ، ٩٠ ، روى هذا السبب في نزول قوله تعالى يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ بلفظ قريب عن عكرمة.
(٣) الانفال / ٣٠.
(٤) تفسير العياشي ، محمد بن مسعود ، ٢ / ٥٤+ تفسير القرآن ، القمي ، ٢ / ٧٩+ بحار الأنوار ، المجلسي ، ٢ / ٥٥. وانظر : لباب النقول ، السيوطي ، ١٠٦ ـ ١٠٧ ذكر سببين لنزول هذه الآية ، الأول عن ابن عباس ، والثاني عن عبد المطلب بن أبي وداعة.
(٥) التوبة / ٣.