فاطمة بنت الحسين شيئا من صدقة النبي (صلىاللهعليهوآله) فقال : هذه توفي لي ثمانيا وخمسين ... ومات لها (١).
٥ ـ ما رواه أبو نعيم في الحلية عن سفيان بن عيينة أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قتل علي (عليهالسلام) وهو ابن ثمان وخمسين سنة وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين وأنا اليوم ابن ثمان وخمسين سنة ، فتوفى لها (٢).
وإذا ما أردنا أن نناقش هذه الأدلة فلا تقوم الحجة إلى الطعن بها لأن أجلة العلماء قد دونوها في كتبهم ، أولهم الإمام البخاري والحافظ ابن حجر وابن سعد واليعقوبي والحافظ أبو نعيم وغيرهم من العلماء المحققين ، فنكون في هذا الترجيح قد أيدنا ما رجحه هؤلاء العلماء والمحدثين بأدلة مرجحة لذلك ، ولا تحتاج هذه الأدلة إلى مزيد توضيح وتبيين بقدر أن أي عملية حسابية بسيطة ستبين صحة ما ذهبنا إليه في هذه الدراسة ، وتبقى مسألة تحويل سنة ولادة الإمام إلى التاريخ الميلادي وكذلك وفاته من المسائل التي يكتمل فيها هذا المطلب وقمنا بذلك من خلال الحاسبة الإلكترونية فاستطعنا أن نتوصل إليهما فكانت سنة ولادته هي ثلاث وسبعين وستمائة للميلاد ، وأما وفاته فكانت في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة للميلاد.
مدفنه : وأما بالنسبة لمدفنه فلم يختلف العلماء في تعيينه فقد دفن في البقيع مع أبيه وعم أبيه الحسن بن علي في قبة العباس (رضي الله عنهم جميعا) (٣).
قال المسعودي : وجدت رخامة فيها إشارة إلى قبر محمد الباقر (عليهالسلام) مكتوب عليها ما نصه (الحمد لله مبيد الأمم ومحيي الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت
__________________
(١) الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ٥ / ٣٢٤+ البداية والنهاية ، ابن كثير ، ٩ / ٣٠٩+ تهذيب التهذيب ، ابن حجر العسقلاني ، ٩ / ٣٥١.
(٢) حلية الأولياء ، أبو نعيم الأصفهاني ، ٣ / ١٨٩+ كشف الغمة ، الأربلي ، ٢ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣.
(٣) عمدة الطالب ، ابن عنبة الأصغر ، ١٨٣+ غاية الاختصار ، ابن زهرة الحسيني ، ١٠٥+ صفوة الصفوة ، ابن الجوزي ، ٢ / ٦٣+ وفيات الأعيان ، ابن خلكان ، ٣ / ٣١٤+ مرآة الحرمين ، إبراهيم رفعت ، ١ / ٤٢٦ وغيرها.