الحطم بن هند البكري ، أنه جاء إلى النبي (صلىاللهعليهوآله) ودخل المدينة وحده خلف خيله خارج المدينة فقال : إلى ما تدعو؟ ـ وقد كان النبي (صلىاللهعليهوآله) قال لأصحابه : يدخل عليكم اليوم رجل من بني ربيعة يتكلم بلسان شيطان ـ فلما أجابه النبي (صلىاللهعليهوآله) قال : انظرني لعلي أسلم ولي من أشاوره ، فخرج من عنده فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) : لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر. فمر بسرح من سروح المدينة فساقه وانطلق به وهو يرتجز ويقول :
قد لفها الليل بسواق حطم |
|
ليس براع ابل ولا غنم |
ولا بجزار على ظهر وضم |
|
بات نياما وابن هند لم ينم |
بات يقاسيها غلام كالزلم |
|
خدلج الساقين ممسوح القدم |
ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد هديا فأراد رسول الله أن يبعث إليه ، فنزلت هذه الآية (١).
١١ ـ في سبب نزول قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ)(٢) ، عن زياد بن المنذر عن الإمام الباقر قال : كان رسول الله (صلىاللهعليهوآله) يحب إسلام الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف فدعاه رسول الله (صلىاللهعليهوآله) أن يسلم فغلب عليه الشقاء فشق ذلك على رسول الله ، فأنزل الله الآية (٣).
١٢ ـ أخرج العياشي بسنده عن محمد بن مسلم في قوله تعالى : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(٤) عن الإمام الباقر قال :
__________________
(١) مجمع البيان ، الطبرسي ، ٦ / ١٥٣ ـ ١٥٤+ قلائد الدرر ، الشيخ الجزائري ، ٢ / ١١٣. وقد روى هذا السبب أيضا كل من الطبري في تفسيره ٦ / ٣٥ ـ ٣٦ عن السدي وعكرمة وابن جريج وكذلك الواحدي في أسباب النزول ، ١٣٠ عن ابن عباس ، والسيوطي في لباب النقول ص ٨٦ عن عكرمة والسدي.
(٢) الأنعام. ٣٥.
(٣) تفسير القرآن ، القمي ، ١ / ١٩٧. وذكر الواحدي هذا السبب لآية أخرى وهي ٣٣ من الأنعام عن مقاتل ص ١٤٩ فقارن.
(٤) الأنعام / ١٤١.