ثامنا : روى الحافظ نور الدين الهيثمي (ت : ٨٠٧ ه) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال أتاني جابر بن عبد الله الأنصاري وأنا في الكتّاب فقال : اكشف عن بطنك ، فكشفت عن بطني فقبله ثم قال : إن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) أمرني أن أقرأ عليك السلام. وقد علّق عليها الهيثمي بالقول : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه المفضل بن صالح وهو ضعيف (١).
وهناك روايات أخرى ذكرها العلماء عن المدائني والطبراني عن جابر بن عبد الله الأنصاري ينقل فيها تحيات الرسول الكريم (صلىاللهعليهوآله) إلى ابنه الباقر (عليهالسلام) ولكنها لم تصرح في ذكر لقبه (عليهالسلام) ولهذا السبب لم نذكرها خوفا من الإطالة وحرصا على الاختصار في ذكر أدلة أصحاب هذا القول (٢).
ويمكننا القول أن هذه الرواية باختلاف ألفاظها قد انفرد علماء الشيعة الإمامية بتصحيحها والله أعلم بمدى صحتها.
وقد أصر أيضا علماء اللغة على أنه إنما لقب بالباقر (عليهالسلام) لتبقره في العلم وشقه له وإليك بعض أقوالهم :
فقد قال الأزهري (ت : ٣٧٠ ه) : وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين : الباقر ، لأنه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه ، وأصل البقر : الشق والفتح ، وكذلك التوسع والتفتح (٣).
وقال ابن منظور (ت : ٧١١ ه) : والتبقر : التوسع في العلم والمال ، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين (رضوان الله عليهم) الباقر ، لأنه بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقر فيه (٤).
__________________
(١) مجمع الزوائد ، الهيثمي ، ١٠ / ٢٢. ضعفه النجاشي في رجاله ، في ترجمة جابر بن يزيد ، وقال ابن الغضائري : ضعيف ، كذاب ، يضع الحديث وضعفه أيضا الخوئي في معجمه ظ : ١٨ / ٣٣٠ وانظر مصادره.
(٢) ظ : ينابيع المودة ، القندوزي الحنفي ، ٤٣٣+ كشف الغمة ، الأربلي ، ٢ / ٣٣١+ تاريخ الأئمة ، ابن أبي الثلج ، ٥+ تذكرة الخواص ، سبط ابن الجوزي ، ١٩٠+ دلائل الإمامة ، ابن رستم الطبري ، ٩٥+ نور الأبصار ، الشيلنجي الشافعي ، ١٣٠+ الكواكب الدرية ، المناوي ، ١ / ١٦٥+ أعلام الورى ، الطبرسي ، ٢٦٨+ الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيثمي ، ١٢٣.
(٣) تهذيب اللغة / الأزهري ، ٩ / ١٣٦.
(٤) لسان العرب ، ابن منظور ، ٥ / ١٤٠.