ـ عبد الله بن محمد الباقر ، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وهو أخ الإمام الصادق لأمه وأبيه (١).
قام أبوه بتربيته وعنى في تأديبه فكان من أفاضل العلويين وأنبههم غير إننا لم نقف على ترجمته في المصادر سوى وقوفنا عن كيفية موته فقال المؤرخون : إنه دخل عليه رجل من بني أمية فأوجس منه عبد الله خيفة وقال له : لا تقتلني أكن لله عليك عينا ، وأكن لك على الله عونا (٢). فلم يأبه بذلك هذا الأموي وأجبره على تناول السم ، فلما سقي تقطعت أمعاؤه ولم يلبث إلا قليلا حتى فارق الحياة (٣).
ـ علي بن محمد الباقر : عاش في كنف أبيه ، وتربى على هديه وسلوكه فنشأ مثالا للفضل والعلم ، ولم تنقل لنا المصادر التي بأيدينا شيئا غير أنه لقب بالطاهر لطهارة نفسه وعظيم شأنه وقال العلماء : مشهد الطاهر يقع في قرية من أعمال الخالص قريبة من بغداد وظهر فيها قبر قديم عليه صخرة مكتوب فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ضريح الطاهر علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقد انقطع باقي الصخرة فبنى عليه قبة من لبن ثم عمّره شيخ من الكتّاب يقال له علي بن نعيم كان يتولى كتاب الديوان الخالص ، فزوقه وزخرفه ، وعلّق فيه قناديل من الصفر ، وبنى حوله رحبة واسعة وصار من المشاهد التي تزار (٤). وهو آخر أبناء الإمام الباقر.
وما أهمل أصحاب التراجم والسير ذكر أحوال أبناء الإمام الباقر (عليهالسلام) عن عمد وقصد بل لأنهم قد انشغلوا بتسجيل مآثر ولده الإمام جعفر الصادق (عليهالسلام) وعلومه لأنهم عدوّه من حسنات الإمام الباقر (عليهالسلام) التي أحسن بها على المسلمين والإنسانية جمعاء.
__________________
(١) الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ٥ / ٣٢٠+ الإرشاد ، الشيخ المفيد ، ٣٠٣.
(٢) معنى قوله : وأكن لك على الله عونا : أي أكن لك شفيعا عند الله ، ظ : حياة الإمام الباقر ، القرشي ، ١ / ٩٢.
(٣) غاية الاختصار ، ابن زهرة ، ٦٤+ سفينة البحار ، عباس القمي ، ١ / ٣٠٩+ الفصول المهمة ، ابن الصباغ المالكي ، ٢٠٢+ ذخائر العقبى ، محب الدين الطبري ، ٥٢.
(٤) غاية الاختصار ، ابن زهرة ، ٦٣+ الإرشاد ، الشيخ المفيد ، ٣٠٣+ حياة الإمام الباقر ، القرشي ، ١ / ٩٣.