من الأذهان قدر المستطاع لما فيه من فائدة لا تخفى في مجال الحديث عن معظم أو كل الجوانب والتفصيلات في حياة هذا الإمام ، والذي ظفرنا به في بطون أمهات المصادر التي استقصيناها بحثا عن شذرات مضيئة في حياته ـ هو نصان فقط :
الأول : إنه (عليهالسلام) كان ربع القامة ، رقيق البشرة ، جعد الشعر ، أسمر ، له خال على خده ، وخال آخر على جسده ، ضامر الكشح ، حسن الصوت ، مطرق الرأس (١).
الثاني : إنه كان أسمرا معتدلا (٢).
ونستطيع أن نستخرج وصفا خلقيا آخر للإمام ولكنه إجمالي من خلال المحاورة التي كانت بينه وبين محمد بن المنكدر والتي قال قبلها ابن المنكدر ما نصه (... وكان رجلا بادنا ...) (٣) غير أن هذا كان في أخريات أيامه ، وإذا ما ربطنا بين صفته وأحد ألقابه استطعنا أن نضع صورة تقريبية للإمام الباقر (عليهالسلام) وهي أنه لقب بالشبيه (٤) للشبه الكبير الذي بينه وبين جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ، وقد يرد أنه إنما شبه بصفاته الأخلاقية وليس الخلقية ، هذا صحيح ، ولكن أيا كان الأمر فإنه يشبه جده رسول الله (صلىاللهعليهوآله) في كلتا الصفتين أو هو قريب من أن يكون يشبهه (صلىاللهعليهوآله) وكان على جبهة الإمام الباقر (عليهالسلام) وأنفه أثر السجود ، وذكر ابن سعد بسنده عن هارون بن عبد الله بن الوليد المعيصي قال : رأيت محمد بن علي على جبهته وأنفه أثر السجود وليس بالكثير (٥). وروي عن ثوير بن فاختة أنه قال : قال أبو جعفر : يا أبا الجهم بما تخضب؟ قلت : بالحناء والكثم قال : هذا خضابنا أهل البيت (٦) ، وهناك نصوص بمضمونه (٧).
__________________
(١) المناقب : ابن شهرآشوب ، ٢ / ٣٦+ أعيان الشيعة ، محسن الأمين ، ق ١ / ٤ / ٤٧١.
(٢) أخبار الدول ، الذهبي ، ١١١+ الفصول المهمة ، ابن الصباغ المالكي ، ١٩٣+ نور الأبصار ، الشبلنجي الشافعي ، ١٣١.
(٣) أعلام الورى ، الطبرسي ، ٢٦٩.
(٤) مخطوطة الدر النظيم ، ابن حاتم ، ورقة ١٨٥+ دلائل الإمامة ، ابن رستم الطبري ، ٩٤
(٥) الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ٥ / ٣٢١.
(٦) المصدر نفسه والصفحة.
(٧) ظ : المصدر نفسه والصفحة.