ابتعاد الناس عن الله وانغماس بعضهم في ملاذ الحياة الدنيا طالبا من الله تعالى هدايتهم ، وكذلك وضح الإمام في هذا الدعاء بعض الأمور السياسية آنذاك.
وإليك لونا آخر من أدعية الإمام يتوجه به إلى الله تعالى خاضعا ، خاشعا ، طالبا لغفرانه ، راجيا قبول توبته.
ـ فيقول : اللهم يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ، يا كشف الكرب العظيم ، يا أرحم الراحمين اكشف كربي وهمي فإنه لا يكشف الكرب إلا أنت فقد تعرف حالي وحاجتي وفقري وفاقتي فاكفني ما أهمني وما غمني من أمر الدنيا والآخرة بجودك وكرمك ، اللهم بنورك اهتديت وبفضلك استغنيت وفي نعمتك أصبحت وأمسيت وذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب إليك ، اللهم إني أسألك من حلمك لجهلي ومن فضلك لفاقتي ومن مغفرتك لخطاياي ، اللهم إني أسألك الصبر عند البلاء والشكر عند الرجاء ، اللهم اجعلني أخشاك إلى يوم ألقاك ، حتى كأنني أراك ، اللهم أوزعني أن أذكرك كي لا أنساك ليلا ولا نهارا ولا صباحا ولا مساء آمين يا رب العالمين (١).
ـ ويقول في دعاء آخر : اللهم إني عبدك وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، مجزل في فضلك وعطائك ، اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني ، وذهاب همي ، اللهم إني أسألك يا أكبر من كل كبير ، يا من لا شريك له ولا وزير ، يا خالق الشمس والقمر المنير ، يا عصمة الخائفين وجار المستجيرين ويا مغيث المظلوم الحقير ويا رازق الطفل الصغير ويا مغني البائس الفقير ، يا جابر العظم الكسير ، يا مطلق المكبل الأسير ، يا قاصم كل جبار عنيد اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ويسرا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام (٢).
__________________
(١) مهج الدعوات ، ابن طاوس ، ٥٢.
(٢) المصدر نفسه والصفحة.