٤ ـ اللغات الفصيحة :
إن الأحرف السبعة هي اللغات الفصيحة من لغات العرب ، وأنها متفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن ، وبعضه بلغة كنانة ، وبعضه بلغة تميم ، وبعضه بلغة ثقيف. ونسب هذا القول الى جماعة ، منهم : البيهقي ، والأبهري ، وصاحب القاموس.
ويرده :
١ ـ ان الروايات المتقدمة قد عينت المراد من الأحرف السبعة ، فلا يمكن حملها على أمثال هذه المعاني التي لا تنطبق على موردها.
٢ ـ ان حمل الأحرف على اللغات ينافي ما روي عن عمر من قوله : نزل القرآن بلغة مضر (١). وانه أنكر على ابن مسعود قراءته «عتى حين» أي حتى حين ، وكتب اليه أن القرآن لم ينزل بلغة هذيل ، فأقرئ الناس بلغة قريش ، ولا تقرئهم بلغة هذيل (٢).
وما روي عن عثمان أنه قال : «للرهط القرشيين الثلاثة ، إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شىء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم» (٣).
وما روي : «من أن عمر وهشام بن حكيم اختلفا في قراءة سورة الفرقان ، فقرأ هشام قراءة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا أنزلت ، وقرأ عمر قراءة غير تلك القراءة. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا أنزلت ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن هذا القرآن أنزل
__________________
(١) التبيان : ص ٦٤.
(٢) نفس المصدر : ص ٦٥.
(٣) صحيح البخاري : ١ / ١٥٦ ، كتاب المناقب ، باب نزل القرآن بلسان قريش ، رقم الحديث : ٣٢٤٤.