كونها مما يصح السجود عليه في نفسه ـ رمزا وإشارة إلى أن ملازمها على منهاج صاحبها الذي قتل في سبيل الدين وإصلاح المسلمين.
آراء حول السجود لآدم :
بقي الكلام في سجود الملائكة لآدم ، وكيف جاز ذلك؟ مع أن السجود لا يجوز لغير الله ، وقد أجاب العلماء عن ذلك بوجوه :
الرأي الأول :
إن سجود الملائكة هنا بمعنى الخضوع ، وليس بمعنى السجود المعهود.
ويرده : ان ذلك خلاف الظاهر من اللفظ ، فلا يصار اليه من غير قرينة ، وان الروايات قد دلت على أن ابن آدم إذا سجد لربه ضجر إبليس وبكى ، وهي دالة على أن سجود الملائكة الذي أمرهم الله به ، واستكبر عنه إبليس كان بهذا المعنى المعهود ، ولذلك يضجر إبليس ويبكي من إطاعة ابن آدم للأمر وعصيانه هو من قبل.
الرأي الثاني :
إن سجود الملائكة كان لله ، وإنما كان آدم قبلة لهم ، كما يقال : صلّى للقبلة أي إليها. وقد أمر هم الله بالتوجه إلى آدم في سجودهم تكريما له وتعظيما لشأنه.
ويردّه : أنه تأويل ينافيه ظاهر الآيات والروايات ، بل ينافيه صريح الآية المباركة. فإن إبليس إنما أبى عن السجود بادعاء أنه أشرف من آدم ، فلو كان السجود لله ، وكان آدم قبلة له لما كان لقوله :
(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) «١٧ : ٦١».