ولكن هو بائن من خلقه محيط بما خلق : علما وقدرة وإحاطة وسلطانا ...» (١).
والألف واللام : من كلمة الجلالة وإن كانت جزء منها على العلمية ، إلا أن الهمزة فيها همزة وصل تسقط في الدرج ، إلا إذا وقعت بعد حرف النداء ، فتقول يا الله بإثبات الهمزة وهذا مما اختص به لفظ الجلالة ، ولم يوجد نظيره في كلام العرب قط ، ولا مضايقة في كون كلمة الجلالة من المنقول ، وعليه فالأظهر أنه مأخوذ من كلمة «لاه» بمعنى الاحتجاب والارتفاع ، فهو مصدر مبني للفاعل ، لأنه سبحانه هو المرتفع حقيقة الارتفاع التي لا يشوبها انخفاض ، وهو في غاية ظهوره ـ بآثاره وآياته ـ محتجب عن خلقه بذاته ، فلا تدركه الأبصار ولا تصل إلى كنهه الأفكار :
فيك يا أعجوبة الكو |
|
ن غدا الفكر كليلا |
أنت حيّرت ذوي |
|
اللّب وبلبلت العقولا |
كلما أقدم فكري |
|
فيك شبرا فرّ ميلا |
ناكصا يخبط في عشواء |
|
لا يهدي السبيلا |
ولا موجب للقول باشتقاقه من «أله» بمعنى عبد ، أو «أله» بمعنى تحير ليكون الإله مصدرا بمعنى المفعول ـ ككتاب ـ فانه التزام بما لا يلزم.
الرحمن :
مأخوذ من الرحمة ، ومعناها معروف ، وهي ضد القسوة والشدة. قال الله تعالى :
(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ٤٨ : ٢٩. اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَ
__________________
(١) تفسير البرهان : ١ / ٣١٥.