فكذلك ، يمكن قصدها من اللفظ الموضوع لها ، وبما أن الذات المقدسة مستجمعة لجميع صفات الكمال ، ولم يلحظ فيها ـ في مرحلة الوضع ـ جهة من كمالاتها دون جهة صح أن يقال : لفظ الجلالة موضوع للذات المستجمعة لجميع صفات الكمال.
إن قلت :
إن كلمة «الله» لو كانت علما شخصيا لم يستقيم معنى قوله عز اسمه :
(وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) «٦ : ٣».
وذلك لأنها لو كانت علما لكانت الآية قد أثبتت له المكان وهو محال ، فلا مناص من أن يكون معناه المعبود ، فيكون معنى الآية : وهو المعبود في السماوات والأرضين.
قلت :
المراد بالآية المباركة أنه تعالى لا يخلو منه مكان ، وأنه محيط بما في السماوات وما في الأرض ، ولا تخفى عليه منها خافية ، ويشهد لهذا قوله تعالى في آخر الآية الكريمة
(يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) «٦ : ٣».
وقد روى أبو جعفر وهو محمد بن نعمان في ظن الصدوق قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله الله عزوجل : (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) «٦ : ٣». قال عليهالسلام :
كذلك هو في كل مكان ، قلت : بذاته؟ قال : ويحك إن الأماكن أقدار ، فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في أقدار وغير ذلك ،