وذهب بعض : إلى أنها نزلت مرتين ، مرة في مكة ، واخرى في المدينة تعظيما لشأنها ، وهذا القول محتمل في نفسه وإن لم يثبت بدليل ، ولا يبعد أن يكون هو الوجه في تسميتها بالسبع المثاني ، ويحتمل أن يكون الوجه هو وجوب الإتيان بها مرتين في كل صلاة : مرة في الركعة الأولى ومرة في الركعة الثانية.
فضلها :
كفي في فضلها : أن الله تعالى قد جعلها عدلا للقرآن العظيم في آية الحجر المتقدمة ، وأنه لا بد من قراءتها في الصلاة بحيث لا تغني عنها سائر السور ، وأن الصلاة هي عماد الدين ، وبها يمتاز المسلم عن الكافر. «وسنبين ـ إن شاء الله تعالى ـ ما اشتملت عليه هذه السورة من المعارف الإلهية على اختصارها».
روى الصدوق بإسناده ، عن الحسن بن علي ـ العسكري ـ عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام.
أنه قال :
بسم الله الرّحمن الرّحيم آية من فاتحة الكتاب وهي سبع آيات تمامها : بسم الله الرّحمن الرّحيم سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الله تعالى قال لي يا محمد : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) «١٥ : ٨٧». فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ...» (١).
__________________
(١) تفسير البرهان : ١ / ٢٦.