التعليقة (٦)
ص ١١٤
قصة قريش
في محاولتهم لتعجيز النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ويرشد إلى ما أوضحناه في معنى الآيات الكريمة المتقدمة : الروايات التي وردت في شأن نزولها. ففي «تفسير البرهان» عند تفسير هذه الآيات : (١)
«أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قاعدا ذات يوم بمكة بفناء الكعبة ، إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش ، منهم الوليد بن المغيرة المخزومي ، وأبو البختري بن هشام ، وأبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل السهمي ، وعبد الله بن أبي أمية المخزومي ، وجمع ممن يليهم كثير ، ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتاب الله ، يذكرهم عن الله أمره ونهيه. فقال المشركون بعض لبعض : قد استفحل أمر محمد وأعظم خطبه. تعالوا نبدأ بتقريعه وتبكيته وتوبيخه ، والاحتجاج عليه ، وإبطال ما جاء به ليهون خطبه على أصحابه ، ويصغر قدره عندهم ، فلعله أن ينزع عما هو فيه ، ومن غيّه وباطله ، وتمرّده وطغيانه ، فإن انتهى وإلا عاملناه بالسيف الباتر. فقال أبو جهل : فمن ذا الذي يلي كلامه ومحاورته؟ قال عبد الله بن أبي أمية المخزومي : أنا إلى ذلك ، أما ترضاني له قرنا حسيبا ومحاورا كفيا؟ قال أبو جهل : بلى. فأتوه جميعا فابتدأ عبد الله بن أبي أمية المخزومي فقال : يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة ، وقلت مقالا هائلا. زعمت أنك رسول الله رب العالمين ، وما ينبغي لرب العالمين ،
__________________
(١) تفسير البرهان ، ج ١ ص ٤٦ ـ ٥٢.