مع شهادة ابن عباس ، وأبي هريرة ، وأمّ سلمة على أن رسول الله كان يقرأ البسملة وبعدّها آية من الفاتحة ، وإن ابن عمر كان يقول : لم كتبت إن لم تقرأ!» وإن عليا عليهالسلام كان يقول : «من ترك قراءتها فقد نقص» وكان يقول : «هي تمام السبع المثاني» (١). الوجه الثاني : مخالفتها لما اشتهر بين المسلمين من قراءتها في الصلاة ، حتى أن معاوية تركها في صلاته في يوم من أيام خلافته ، فقال له المسلمون : «أسرقت أم نسيت؟» (٢).
ومع هذا كيف يمكن التصديق بأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن بعده لم يقرءوها!
الوجه الثالث : مخالفتها لما استفاض نقله عن أنس نفسه (٣) فالرواية موضوعة ما في ذلك من شك.
والجواب عن الرواية الثانية : وهي رواية ابن عبد الله بن مغفل ـ يظهر مما تقدم في الجواب عن الرواية الاولى ، على أنها تضمنت ما يخالف ضرورة الإسلام ، فإنه لا يشك أحد من المسلمين في استحباب التسمية قبل الحمد والسورة ، ولو بقصد التيمن والتبرك ، لا لأن البسملة جزء فكيف ينهى ابن مغفل عنها بدعوى أنها حدث في الإسلام؟!
٣ ـ سيرة المسلمين :
لقد استقرت سيرة المسلمين على قراءة البسملة في أوائل السور غير سورة براءة ، وثبت بالتواتر أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقرؤها ، ولو لم تكن من القرآن للزم
__________________
(١) انظر التعليقة رقم (١٤) لمعرفة أن البسملة جزء من القرآن ، بشهادة جملة من الأحاديث في قسم التعليقات.
(٢) انظر التعليقة رقم (١٥) قصة نسيان معاوية لقراءة البسملة واعتراض المسلمين عليه في قسم التعليقات.
(٣) انظر التعليقة رقم (١٦) للوقوف على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقرأ البسملة في كل صلاة ، ثم توجيه رواية أنس ـ في قسم التعليقات.