على سبعة أحرف» (١).
فإن عمر وهشام كان كلاهما من قريش ، فلم يكن حينئذ ما يوجب اختلافهما في القراءة ، ويضاف إلى جميع ذلك أن حمل الأحرف على اللغات قول بغير علم ، وتحكّم من غير دليل
٣ ـ ان القائلين بهذا القول إن أرادوا أن القرآن اشتمل على لغات اخرى ، كانت لغة قريش خالية منها ، فهذا المعنى خلاف التسهيل على الأمة ، الذي هو الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف ، على ما نطقت الروايات بذلك ، بل هو خلاف الواقع ، فإن لغة قريش هي المهيمنة على سائر لغات العرب ، وقد جمعت من هذه اللغات ما هو أفصحها ، ولذلك استحقت أن توزن بها العربية ، وأن يرجع إليها في قواعدها.
وإن أرادوا أن القرآن مشتمل على لغات اخرى ولكنها تتحد مع لغة قريش ، فلا وجه للحصر بلغات سبع ، فإن في القرآن ما يقرب من خمسين لغة. فعن أبي بكر الواسطي : في القرآن من اللغات خمسون لغة ، وهي لغات قريش ، وهذيل ، وكنانة ، وخثعم ، والخزرج ، وأشعر ، ونمير ... (٢).
٥ ـ لغات مضر :
إن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات مضر خاصة ، وانها متفرقة في القرآن ، وهي لغات قريش ، وأسد ، وكنانة ، وهذيل ، وتميم ، وضبّة ، وقيس.
ويرد عليه جميع ما أوردناه على الوجه الرابع.
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب الخصومات ، رقم الحديث : ٢٢٤١.
(٢) راجع الإتقان : ١ / ٢٠٤ ـ ٢٣٠ ، النوع ٣٧.