أنك قد عرفت أن مفادها أمر ظاهر ، ولا يشك فيه الناظر إليها ، كما ذهب اليه واختاره أكثر العلماء.
٢ ـ الأبواب السبعة :
ان المراد بالأحرف السبعة هي الأبواب السبعة التي نزل منها القرآن وهي زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال.
واستدل عليه بما رواه يونس ، بإسناده ، عن ابن مسعود ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال :
«كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد ، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف : زجر ، وأمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال. فأحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عما نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا آمنّا به كلّ من عند ربنا» (١).
ويرد على هذا الوجه :
١ ـ أن ظاهر الرواية كون الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن غير الأبواب السبعة التي نزل منها ، فلا يصح ان يجعل تفسيرا لها ، كما يريده أصحاب هذا القول.
٢ ـ أن هذه الرواية معارضة برواية أبي كريب ، بإسناده عن ابن مسعود. قال :
إن الله أنزل القرآن على خمسة أحرف : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال (٢).
__________________
(١) تفسير الطبري : ١ / ٢٣.
(٢) تفسير الطبري : ١ / ٢٤.