سبعا ، وبعضها يدل على أن جبرئيل كان ينطلق ويعود مرة بعد مرة.
ومن التناقض أن بعض الروايات يقول : إن أبيّ دخل المسجد ، فرأى رجلا يقرأ على خلاف قراءته. وفي بعضها أنه كان في المسجد ، فدخل رجلان وقرءا على خلاف قراءته. وقد وقع فيها الاختلاف أيضا فيما قاله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبيّ ... إلى غير ذلك من الاختلاف.
ومن عدم التناسب بين السؤال والجواب ، ما في رواية ابن مسعود من قول علي عليهالسلام إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمركم أن تقرءوا كما علّمتم. فإن هذا الجواب لا يرتبط بما وقع فيه النزاع من الاختلاف في عدد الآيات. أضف إلى جميع ذلك أنه لا يرجع نزول القرآن على سبعة أحرف إلى معنى معقول ، ولا يتحصل للناظر فيها معنى صحيح.
وجوه الأحرف السبعة :
وقد ذكروا في توجيه نزول القرآن على سبعة أحرف وجوها كثيرة نتعرض للمهم منها مع مناقشتها وبيان فسادها :
١ ـ المعاني المتقاربة :
إن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو «عجّل ، وأسرع ، واسع» وكانت هذه الأحرف باقية إلى زمان عثمان فحصرها عثمان بحرف واحد ، وأمر بإحراق بقية المصاحف التي كانت على غيره من الحروف الستة. واختار هذا الوجه الطبري (١). وجماعة. وذكر القرطبي أنه مختار أكثر أهل العلم (٢). وكذلك قال
__________________
(١) تفسير الطبري : ١ / ١٥.
(٢) تفسير القرطبي : ١ / ٤٢.