فقد استفاضت الروايات من الطريقين : أن الآية المباركة لما نزلت لم يعمل بها غير علي عليهالسلام فكان له دينار فباعه بعشرة دراهم ، فكان كلما ناجى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قدّم درهما حتى ناجاه عشر مرات.
أحاديث العمل بآية النجوى :
روى ابن بابويه بإسناده عن مكحول قال :
«قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهالسلام لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا قد شركته فيها وفضّلته ، ولي سبعون منقبة لم يشركني أحد منهم ، قلت : يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن ، فقال عليهالسلام : وإن أول منقبة ـ وذكر السبعين ـ وقال في ذلك : وأما الرابعة والعشرين فإن الله عزوجل أنزل على رسوله : «إذا ناجيتم» فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم ، والله ما فعل هذا أحد غيري من أصحابه قبلي ولا بعدي فأنزل الله عزوجل : (أَأَشْفَقْتُمْ ...)(١).
وروى ابن جرير بإسناده عن مجاهد قال :
«قال علي رضي الله عنه آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان عندي دينار فصرفته بعشرة
__________________
(١) بحار الأنوار : ١٧ / ٢٩ ، باب ١٤ ، رقم الحديث : ٦. راجع تفسير البرهان : ٢ / ١٠٩٩.