موقع البداء عند الشيعة :
ثم إن البداء الذي تقول به الشيعة الإمامية إنما يقع في القضاء غير المحتوم ، أما المحتوم منه فلا يتخلف ، ولا بد من أن تتعلق المشيئة بما تعلق به القضاء ، وتوضيح ذلك أن القضاء على ثلاثة أقسام :
أقسام القضاء الالهي :
الأول : قضاء الله الذي لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، والعلم المخزون الذي استأثر به لنفسه ، ولا ريب في أن البداء لا يقع في هذا القسم ، بل ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهمالسلام أن البداء إنما ينشأ من هذا العلم.
روى الشيخ الصدوق في «العيون» بإسناده ، عن الحسن بن محمد النوفلي أن الرضا عليهالسلام قال لسليمان المروزي :
«رويت عن أبي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال : إن لله عزوجل علمين علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء ، وعلما علمه ملائكته ورسله ، فالعلماء من أهل بيت نبيك يعلمونه ...» (١).
وروى الشيخ محمد بن الحسن الصفار في «بصائر الدرجات» بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
«إن لله علمين : علم مكنون مخزون لا يعلمه إلّا هو ، من ذلك
__________________
(١) عيون أخبار الرضا : ٢ / ١٥٩ ، باب ١٣ في ذكر مجلس الرضا مع سليمان المروزي ، راجع البحار : ٩٥٤ ، باب ٣ ، الحديث : ٢.