في قوله : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي». (١) وتؤكد جوازها أيضا سيرة المسلمين وجريهم عليها من السلف والخلف ، وما قدمناه من الروايات عن طرق أهل السنة.
كيف يتحقق الشرك بالله؟
تنبيه : إذا نهي عن خضوع خاص لغير الله كالسجود ، أو عن عبادة خاصة كصوم العيدين ، وصلاة الحائض ، والحج في غير الأشهر الحرم كان الآتي به مرتكبا للحرام ومستحقا للعقاب ، إلا أنه لا يكون بذلك الفعل مشركا ولا كافرا ، فليس كل فعل محرم يقتضي شرك مرتكبه أو كفره.
وقد عرفت أن الشرك إنما هو الخضوع لغير الله بما أن الخاضع عبد والمخضوع له رب ، فمن تعمّد السجود لغير الله بغير قصد العبودية لم يخرج بعمله هذا المحرم عن زمرة المسلمين ، فإن الإسلام يدور مدار الإقرار بالشهادتين ، وبذلك يحرم ماله ودمه.
والروايات الدالة على هذا متواترة من الطريقين (٢) ، ومع ذلك كيف يجوز الحكم بشرك من زار قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأوصيائه عليهمالسلام متقربا إلى الله وهو يشهد الشهادتين :
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) «٤ : ٩٤».
ولسوف يحكم الله بين عباده بالحق وهو أحكم الحاكمين.
__________________
(١) تقدم بعض مصادر الحديث في الصفحة ١٨ ، ٣٧٨ من هذا الكتاب.
(٢) انظر التعليقة رقم (٢٣) لمعرفة ان الإسلام يدور مدار الشهادتين ، في قسم التعليقات.