الروايات المعارضة :
وليس بإزاء هذه الروايات إلا روايتان دلّتا على عدم جزئية البسملة للسورة :
١ ـ إحداهما : رواية قتادة عن أنس بن مالك ، قال :
صلّيت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (١).
٢ ـ ثانيتهما : ما رواه ابن عبد الله بن مغفل يزيد بن عبد الله ، قال :
«سمعني أبي وأنا أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بني! إياك قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أبغض اليه حدثا في الإسلام منه ، فإني قد صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومع أبي بكر وعمر ، ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها ، إذا أنت قرأت فقل : الحمد لله رب العالمين» (٢).
والجواب عن الرواية الاولى : مضافا الى مخالفتها للروايات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام : أنها لا يمكن الاعتماد عليها من وجوه :
الوجه الأول : معارضتها بالروايات المتواترة معنى ، المنقولة عن طرق أهل السنة ، ولا سيما أن جملة منها صحاح الأسانيد ، فكيف يمكن تصديق هذه الرواية؟
__________________
(١) صحيح مسلم : كتاب الصلاة ، رقم الحديث : ٦٠٥ ، ومسند أحمد : باقي مسند المكثرين ، رقم الحديث : ١٢٣٤٥ و ١٣٣٨٦.
(٢) سنن ابن ماجة : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، رقم الحديث : ٨٠٧ مسند أحمد : مسند المدنيين ، رقم الحديث : ١٦١٨٤. ورواه الترمذي : ٢ / ٤٣ باختلاف يسير ، باب ما جاء في ترك الجهر بالبسملة رقم الحديث ٢٢٧.