يكون معرضا للنقد والاعتراض. اللهم إلا أوهام من بعض المكابرين ، حسبوها من النقد. وسنتعرض لها ، ونوضح بطلانها إن شاء الله تعالى.
٥ ـ القرآن والاخبار بالغيب :
أخبر القرآن الكريم في عدة من آياته عن امور مهمة ، تتعلق بما يأتي من الأنباء والحوادث ، وقد كان في جميع ما أخبر به صادقا ، لم يخالف الواقع في شىء منها. ولا شك في انّ هذا من الإخبار بالغيب ، ولا سبيل اليه غير طريق الوحي والنبوة.
فمن الآيات التي أنبأت عن الغيب قوله تعالى :
(وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) «٨ : ٧».
وهذه الآية نزلت في وقعة بدر ، وقد وعد الله فيها المؤمنين بالنصر على عدوهم وبقطع دابر الكافرين ، والمؤمنون على ما هم عليه من قلة العدد والعدة ، حتى أن الفارس فيهم كان هو المقداد ، أو هو والزبير بن العوام والكافرون هم الكثيرون الشديدون في القوة ، وقد وصفتهم الآية بأنهم ذووا شوكة ، وأن المؤمنين أشفقوا من قتالهم ، ولكن الله يريد أن يحق الحق بكلماته. وقد وفي للمؤمنين بوعده ، ونصرهم على أعدائهم ، وقطع دابر الكافرين.
ومنها قوله تعالى :
(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ١٥ : ٩٤. إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ٩٥. الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ : ٩٦).