«إن الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال أبو عبد الله عليهالسلام :
كذبوا ـ أعداء الله ـ ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد» (١).
وقد تقدم إجمالا أن المرجع بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في امور الدين ، إنما هو كتاب الله وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا «وسيأتي توضيحه مفصلا بعد ذلك إن شاء الله تعالى» ولا قيمة للروايات إذا كانت مخالفة لما يصح عنهم. ولذلك لا يهمنا أن نتكلم عن أسانيد هذه الروايات. وهذا أول شىء تسقط به الرواية عن الاعتبار والحجية. ويضاف إلى ذلك ما بين هذه الروايات من التخالف والتناقض ، وما في بعضها من عدم التناسب بين السؤال والجواب.
تهافت الروايات :
فمن التناقض أن بعض الروايات دلّ على أن جبرئيل أقرأ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على حرف فاستزاده النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فزاده ، حتى انتهى إلى سبعة أحرف ، وهذا يدل على أنّ الزيادة كانت على التدريج ، وفي بعضها أن الزيادة كانت مرة واحدة في المرة الثالثة ، وفي بعضها أن الله أمره في المرة الثالثة أن يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف ، وكان الأمر بقراءة سبع في المرة الرابعة.
ومن التناقض أن بعض الروايات يدل على أن الزيادة كلها كانت في مجلس واحد ، وأن طلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الزيادة كان بإرشاد ميكائيل ، فزاده جبرئيل حتى بلغ
__________________
(١) اصول الكافي ١ / ٦٣٠ ، كتاب فضل القرآن ـ باب النوادر ـ رقم الحديث : ١٣.