«تمارينا في سورة من القرآن ، فقلنا : خمس وثلاثون ، أو ست وثلاثون آية. قال : فانطلقنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فوجدنا عليا يناجيه. قال : فقلنا إنما اختلفنا في القراءة. قال : فاحمرّ وجه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم. قال : ثم أسرّ الى عليّ شيئا. فقال لنا عليّ : إن رسول الله يأمركم أن تقرءوا كما علّمتم» (١).
١١ ـ وأخرج القرطبي ، عن أبي داود ، عن أبيّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«يا أبيّ إني قرأت القرآن. فقيل لي : على حرف أو حرفين. فقال الملك الذي معي : قل على حرفين. فقيل لي : على حرفين أو ثلاثة. فقال الملك الذي معي : قل على ثلاثة ، حتى بلغ سبعة أحرف ، ثم قال : ليس منها إلا شاف كاف ، إن قلت سميعا ، عليما ، عزيزا ، حكيما ، ما لم تخلط آية عذاب برحمة ، أو آية رحمة بعذاب» (٢).
هذه أهم الروايات التي رويت في هذا المعنى ، وكلها من طرق أهل السنة ، وهي مخالفة لصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«إن القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الاختلاف يجيء من قبل الرواة» (٣).
وقد سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله عليهالسلام فقال :
__________________
(١) هذه الروايات كلها مذكورة في تفسير الطبري : ١ / ٩ ـ ١٥.
(٢) تفسير القرطبي : ١ / ٤٣.
(٣) اصول الكافي : ١ / ٦٣٠ ، كتاب فضل القرآن ـ باب النوادر ، رقم الحديث : ١٢.