صحته وفساده أو يتمسك في إثباته بما في بعض الروايات من وجود أسماء جملة من المنافقين في مصحف علي عليهالسلام وهل يقاس ذلك بذكر أبي لهب المعلن بشركه. ومعاداته للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع علم النبي بأنه يموت على شركه. نعم لا بعد في ذكر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماء المنافقين لبعض خواصه كأمير المؤمنين عليهالسلام وغيره في مجالسه الخاصة.
وحاصل ما تقدم : أن وجود الزيادات في مصحف علي عليهالسلام وإن كان صحيحا ، إلا أن هذه الزيادات ليست من القرآن ، ومما أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتبليغه إلى الامّة ، فإن الالتزام بزيادة مصحفه بهذا النوع من الزيادة قول بلا دليل ، مضافا إلى أنه باطل قطعا. ويدل على بطلانه جميع ما تقدم من الأدلة القاطعة على عدم التحريف في القرآن.
الشبهة الثالثة :
إن الروايات المتواترة عن أهل البيت عليهمالسلام قد دلت على تحريف القرآن فلا بد من القول به.
والجواب :
إن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه ، وتوضيح ذلك : إن كثيرا من الروايات ، وإن كانت ضعيفة السند ، فإن جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري ، الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه ، وأنه يقول بالتناسخ ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب ، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهمالسلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روى بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها.