(وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ١٢ : ٦. نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ : ٣٦. هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ : ١٠٠. ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ١٨ : ٨٢).
وغير ذلك من موارد استعمال هذا اللفظ في القرآن الكريم ، وعلى ذلك فالمراد بتأويل القرآن ما يرجع اليه الكلام ، وما هو عاقبته ، سواء كان ذلك ظاهرا يفهمه العارف باللغة العربية ، أم كان خفيّا لا يعرفه إلا الراسخون في العلم.
وأما التنزيل فهو أيضا مصدر مزيد فيه ، وأصله النزول ، وقد يستعمل ويراد به ما نزل ، ومن هذا القبيل إطلاقه على القرآن في آيات كثيرة ، منها قوله تعالى :
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ٥٦ : ٧٧. فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ : ٧٨. لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ : ٧٩. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ* : ٨٠).
وعلى ما ذكرناه فليس كل ما نزل من الله وحيا يلزم أن يكون من القرآن ، فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام أن مصحف علي عليهالسلام كان مشتملا على زيادات تنزيلا أو تأويلا. ولا دلالة في شىء من هذه الروايات على أن تلك الزيادات هي من القرآن. وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام فإن ذكر أسمائهم لا بد وأن يكون بعنوان التفسير.
ويدل على ذلك ما تقدم من الأدلة القاطعة على عدم سقوط شىء من القرآن ، أضف إلى ذلك أن سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مع المنافقين تأبى ذلك فإن دأبه تأليف قلوبهم ، والإسرار بما يعلمه من نفاقهم ، وهذا واضح لمن له أدنى اطّلاع على سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحسن أخلاقه ، فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن ، ويأمرهم بلعن أنفسهم ، ويأمر سائر المسلمين ذلك ويحثهم عليه ليلا ونهارا ، وهل يحتمل ذلك حتى ينظر في