يكون البداء وعلم علّمه ملائكته ورسله وأنبياءه ، ونحن نعلمه» (١).
الثاني : قضاء الله الذي أخبر نبيه وملائكته بأنه سيقع حتما ، ولا ريب في أن هذا القسم أيضا لا يقع فيه البداء ، وإن افترق عن القسم الأول ، بأن البداء لا ينشأ منه.
قال الرضا عليهالسلام لسليمان المروزي ـ في الرواية المتقدمة عن الصدوق ـ :
«إن عليا عليهالسلام كان يقول : العلم علمان ، فعلم علّمه الله ملائكته ورسله ، فما علّمه ملائكته ورسله فإنه يكون ، ولا يكذّب نفسه ولا ملائكته ولا رسله وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ، ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء» (٢).
وروى العياشي عن الفضيل ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول :
«من الأمور أمور محتومة جائية لا محالة ، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله يقدم منها ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ، لم يطلع على ذلك أحدا ـ يعني الموقوفة ـ فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذّب نفسه ، ولا نبيه ، ولا ملائكته» (٣).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٢ / ١٠٩ ، باب ٢١ الحديث : ٢ ، ورواه الشيخ الكليني عن أبي بصير أيضا ، راجع الكافي : ١ / ١٤٧ ، الحديث : ٨ ، وبحار الأنوار : ٤ / ١٠٩ ، باب ٣ ، رقم الحديث : ٢٧.
(٢) عيون أخبار الرضا باب ١٣ ورواه الشيخ الكليني عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليهالسلام ، الكافي : ١ / ١٤٧ ، رقم الحديث : ٦.
(٣) راجع الكافي : ١ / ١٤٧ ، الحديث : ٧.