الثالث : قضاء الله الذي أخبر نبيه وملائكته بوقوعه في الخارج إلا أنه موقوف على أن لا تتعلق مشيئة الله بخلافه. وهذا القسم هو الذي يقع فيه البداء.
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ١٣ : ٣٩. لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) «٢٩ : ٤».
وقد دلّت على ذلك روايات كثيرة منها هذه :
١ ـ ما في «تفسير علي بن إبراهيم» عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
«إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا ، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة ، فإذا أراد الله أن يقدّم شيئا أو يؤخره ، أو ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء ، ثم أثبت الذي أراده. قلت : وكل شىء هو عند الله مثبت في كتاب؟ قال : نعم. قلت : فأي شىء يكون بعده؟ قال : سبحان الله ، ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى» (١).
٢ ـ ما في تفسيره أيضا ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهمالسلام في تفسير قوله تعالى :
(فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) «٤٤ : ٤».
«أي يقدّر الله كل أمر من الحق ومن الباطل ، وما يكون في تلك السنة ، وله فيه البداء والمشيئة. يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من
__________________
(١) نقلا عن البحار. راجع البحار : ٤ / ٩٩ ، باب ٣ ، رقم الحديث : ٩ ، و ٩٧ / ١٢ ، باب ٥٣ ، الحديث : ١٨.