وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) «٥٩ : ٩». والله تعالى يقول : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) «٧٦ : ٨». والله تعالى يقول : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ ٧ : ٧٤. لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ : ٧٥).
فجعل يذكر نحو هذا من القرآن ...» (١).
وروى ابن جرير بإسناده عن ابن عباس :
«أن الحق المعلوم سوى الصدقة يصل بها رحما ، أو يقري بها ضيفا أو يحمل بها كلا ، أو يعين بها محروما» (٢).
وتبع ابن عباس على ذلك جملة من المفسرين ، وعلى هذا فلا نسخ في الآية المباركة.
٣٥ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) «٥٨ : ١٢».
فقد ذهب أكثر العلماء إلى نسخها بقوله تعالى :
(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) «٥٨ : ١٣».
__________________
(١) كنز العمال : ٣ / ٣١٠.
(٢) تفسير القرطبي : ٢٩ / ٥٠ :