وإذا أردت أن تحس ذلك من نفسك فانظر الى الكتب المنسوبة إلى الوحي ، فانك تجدها متناقضة المعاني ، مضطربة الأسلوب ، لا تنهض ولا تتماسك. وإذا نظرت إلى كتب العهدين ، وما فيها من تضارب وتناقض تجلّت لك حقيقة الأمر ، وبان لك الحق من الباطل. وهنا نذكر أمثلة مما وقع في الأناجيل من هذا الاختلاف.
١ ـ في الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متى ، والحادي عشر من لوقا : إن المسيح قال : «من ليس معي فهو عليّ ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق». وقال في التاسع من مرقس ، والتاسع من لوقا : «من ليس علينا فهو معنا».
٢ ـ وفي التاسع عشر من متى ، والعاشر من مرقس ، والثامن عشر من لوقا : إن بعض الناس قال للمسيح : «أيها المعلم الصالح. فقال : لما ذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله». وفي العاشر من يوحنا أنه قال : «أنا هو الراعي الصالح ... أما أنا فإني الراعي الصالح».
٣ ـ وفي السابع والعشرين من متى قال : «كان اللصّان اللذان صلبا معه ـ المسيح يعيرانه» ، وفي الثالث والعشرين من لوقا : «وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا : إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا ، فأجاب الآخر وانتهره قائلا : أولا أنت تخاف الله؟ إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه».
٤ ـ وفي الإصحاح الخامس من إنجيل يوحنا : «إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا». وفي الثامن من هذا الإنجيل نفسه أنه قال : «وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق».
هذه نبذة مما في الأناجيل ـ على ما هي عليه من صغر الحجم ـ من التضارب