الثالث انّا لم نجزم بالمستصحب) ودعوى انّه قد يمكن الجزم بنبوّة نبىّ من دون اخبار نبيّنا ص ونصّ القرآن ممنوعة اذ لا طريق لنا الى الجزم دونهما والتواتر الموجود لنا بالنسبة الى نبيّنا ص ليس موجودا بالنّسبة الى غيره من الانبياء لعدم اجتماع شروطه فى جميع الطبقات قوله (لا معنى لاستصحابه لعدم قابليّته للارتفاع ابدا) اى هذا الامر القائم بنفس النبىّ ص غير قابل للارتفاع وليس الغرض تعليل عدم ارتفاعه بكونه قائما بالنفس لكونه موقوفا على ثبوت الكليّة بان تكون كلّ صفة قائمة بالنّفس غير قابلة للارتفاع والكليّة ممنوعة فالغرض إنّ بعد بلوغ النّفس الى مرتبة النبوّة ليست قابلة للارتفاع ابدا وهذا امر دقيق فلا وجه للاشكال على المصنّف بانّ بقاء النّفس النّاطقة لا يقتضى عدم ارتفاع ما كان قائما بها كما صدر عن بعض الاعلام قوله (ممّن لا ينكره المسلمون سوى ذلك فافهم) لعلّه اشارة الى انّ الجاثليق لو اراد ببيّنته نفس الامام وغيره من المسلمين فهذا لا يكون صارفا عن ظهور قوله وسلنا مثل ذلك فى كونه مدّعيا فقبول الامام لاقامة البيّنة لا يدلّ على انّه المدّعى وقول الجاثليق موافق للاصل حتّى يتمّ التّمسك بالاستصحاب فلا اشكال فى ظهور الرواية فى منع الامام عن الاستصحاب بانّ المسلّم هو النبوّة التقديريّة ولعلّه اشارة الى صحّة هذا الجواب وامكان تطبيقه على كلام الامام عليهالسلام.
قوله (ثمّ اذا فرض خروج بعض الافراد فى بعض الازمنة) توضيح الكلام انّه اذا ورد عامّ وخاصّ على خلافه فمن حيث لحاظ النّسبة بينهما بحسب الزمان لا يخلو الامر من انّه امّا لا يكون لهما شمول بالنّسبة الى الزمان اصلا بان يكون الزمان ظرفا للحكم من دون ان يكون له مدخليّة فى الحكم او فى متعلّقه وعليه يبتنى جريان الاستصحاب فانّه لو لا كون الزمان ظرفا لوجود المستصحب لما كان معنى للاستصحاب او يكون لهما شمول بالنّسبة اليه او يكون لاحدهما شمول بالنّسبة اليه دون الأخر بان يكون للعامّ شمول دون الخاصّ او بالعكس مثال الاوّل ما لو قيل اكرم النحاة ثمّ نهى عن اكرام واحد منهم من غير ان يكون هناك ما يستفاد منه العموم بالنّص او الحكمة بالنّسبة الى أحدهما ومثال الثانى ما اذا ورد اكرم النّحاة فى كلّ يوم ثمّ ورد لا تكرم زيدا النحوى فى كل يوم ومثال الثالث ما لو قيل اكرم النحاة فى كلّ يوم ولا تكرم زيدا النحوى ولم يكن فيه ما يستفاد منه العموم بالنّسبة الى جميع الازمنة ومثل ما لو قال اكرم النّحاة ثمّ قال لا تكرم زيدا يوم الجمعة اذا فرض الاستثناء قرينة على اخذ كلّ زمان فردا مستقلّا ومثال الرابع ما اذا ورد اكرم النحاة ثمّ ورد لا تكرم زيدا النّحوى فى كلّ يوم وما قاله بعض الفضلاء من انّ هذا القسم الأخير ممّا لا معنى له لانّ عموم الخاصّ بالنّسبة الى الزّمان ملازم لعموم العامّ بالنّسبة اليه ممنوع عند التامّل والدقّة هذا ثمّ اعلم أنّ الشمول قد يكون بنحو العموم بمعنى انّ مصبّ العموم الزمانى متعلّق الحكم اى اخذ كلّ جزء من اجزاء الزمان يسع لوقوع الفعل فيه موضوعا متعلّقا للحكم فينحلّ العموم بحسب الزمان الى احكام متعدّدة لا ارتباط بينهما وقد تكفّل دليل الحكم