٩٨ ـ (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ ...) الذين لا يستطيعون الهجرة.
٩٩ ـ (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) وعسى هنا للتحقق لأن العجز عذر عقلي وشرعي وعرفي.
١٠٠ ـ (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً) أماكن وبلادا كثيرة يرغم أعداءه بالهجرة إليها (وَسَعَةً) في الرزق (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) ولا أجد تفسيرا لهذه الآية أفضل وأوضح مما ذكره المفسرون في سبب نزولها ، وهو أن جندب بن ضمرة كان قد أسلم في مكة ، وعجز عن الهجرة إلى المدينة لمرض شديد ، ولما سمع بآية الهجرة قال لأولاده : احملوني إلى رسول الله ، فحملوه حتى إذا بلغ مكانا في الطريق يقال له التنعيم ، أشرف على الموت ، فصفق بيمينه على شماله وقال من أعماق قلبه : اللهم هذه لك ، وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسول الله ، ولفظ النفس الأخير ... أللهم ميتة كهذه بالنبي وآله. بالنبي وآله.
١٠١ ـ (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) سافرتم (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) من عدد الرباعيات ، فتصلوا الظهر والعصر والعشاء ركعتين ركعتين ، وظاهر الآية أن القصر رخصة ، ولكن المراد عزيمة تماما كآية الطواف (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) ـ ١٥٨ البقرة».
وأيضا كما ثبت القصر في السفر بشروطه ثبت حال الخوف بقوله تعالى : (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) والمراد بالفتنة هنا كل ما يتعرض له المصلي من مكروه لا يحتمل.
١٠٢ ـ (وَإِذا كُنْتَ) يا محمد (فِيهِمْ) في الخائفين (فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) جماعة (فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ) اجعلهم طائفتين : واحدة تصلي معك حاملة السلاح ، والثانية تقف بإزاء العدو للحراسة (فَإِذا سَجَدُوا) المصلون (فَلْيَكُونُوا) الذين يحرسون المصلين (مِنْ وَرائِكُمْ) أي من وراء المصلين (وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) بعد أن تنتهي الاولى من الصلاة مع النبي تأخذ الثانية الحارسة مكان الأولى في الصلاة ، وتأخذ الأولى مكان الثانية في الحراسة (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ
____________________________________
الإعراب : (الَّذِينَ) اسم ان ، وجملة (قالُوا فِيمَ) خبر. و (تَوَفَّاهُمُ) يجوز اعتبارها فعلا ماضيا إذا أبقيتها كما هي ، ولم تقدر تاء محذوفة ، ويجوز اعتبارها مضارعا على معنى تتوفاهم و (ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ) حال من ضمير (تَوَفَّاهُمُ). و (فِيمَ) (ما) للاستفهام ، حذفت منها الألف ، والمجرور ، متعلق بمحذوف خبرا (لَكُنْتُمْ) ، أي كنتم في أي شيء. (فَأُولئِكَ) مبتدأ أول ، و (مَأْواهُمْ) مبتدأ ثان ، و (جَهَنَّمُ) خبر المبتدأ الثاني ، وهو وخبره خبر المبتدأ الأول.