يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ) فقالوا : كلا ، أنت ابن الله وشريكه ، ولست عبدا ..
٧٣ ـ (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) أبدا لا فرق عند الله بين من كفر بالله من الأساس ومن جعل له شريكا ، لأن هذا الوصف يشعر بالنقص والعجز إضافة إلى الأسواء والأضرار التي يتركها في حياة الناس العملية (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) ومعنى الإله الواحد عقلا وبديهة أنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإلا لم يكن إلها (وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ) بأن الله ثالث ثلاثة (لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) أي الذين استمروا وأصروا على الكفر (عَذابٌ أَلِيمٌ).
٧٤ ـ (أَفَلا يَتُوبُونَ) قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون.
٧٥ ـ (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) فمن أين جاءته الربوبية؟ (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) صدقت بكلمات ربها ، وعملت بموجبها (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) لسد الجوع المهلك وتسكين المعدة التي تضطرب وتخرخر وإذا كان هذا حال المعبود فكيف بحال العبد؟ (انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ) الواضحات من أن الإله لا يرضع ويشرب ولا يأكل ويصلب (ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) يعرضون عن الحق على الرغم من شهادة الحجج الدامغة البالغة؟.
٧٦ ـ (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) بل ولا لنفسه أيضا ، والشرط الأساس في الإله أن يملك النفع والضر.
٧٧ ـ (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ) تقدم في النساء الآية ١٧١ والغلو كفر لا محرم فقط ، وإذا أعطى المسلم للمخلوق صفة واحدة من صفات الخالق فقد ارتد عن الإسلام (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ) وهم رؤساء الدين (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا) أهلكوا (كَثِيراً) من الناس ، وتحملوا مسؤولية كل قاصر وجاهل لا يعرف حقا ولا باطلا إلا تلقينا وتقليدا ، أما هو ففي أمن وأمان من عذاب الله ، ما في ذلك ريب.
____________________________________
الإعراب : (ثالِثُ) خبر إن. و (ثَلاثَةٍ) مجرور بالاضافة ، ولا يجوز ثلاثة بالنصب على أنه مفعول لثالث ، كما يجوز لك أن تقول : ضارب زيدا على أن يكون زيد مفعولا لضارب ، لا يجوز ذلك في ثلاثة ، إذ يصير المعنى الثالث جعل الثلاثة ثلاثة ، وهذا باطل وغير مراد ، لأن المعنى المراد واحد من ثلاثة ، لا جاعل الثلاثة ثلاثة .. أجل ، إذا قلت : رابع ثلاثة يجوز أن تجر ثلاثة بالاضافة ، وأن تنصبها مفعولا لرابع على معنى جاعل الثلاثة أربعة.