٧٨ ـ (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ) كل نبي وتقي.
٧٩ ـ (كانُوا) اليهود وما زالوا (لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) أي ابتدعوه ودبروه بدقة لا تبارى.
٨٠ ـ (تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ) من اليهود (يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يهتمون كثيرا في امتلاك قلوب حكام الجور حيث يجدونهم حماة لجشعهم وجرائمهم ، وفي هذه الآية وغيرها من الآيات التي تحدثت عن طبيعة اليهود ـ يكمن سر الإعجاز في كتاب الله (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) من غضب الله والناس أجمعين.
٨١ ـ (وَلَوْ كانُوا) اليهود (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِ) موسى كما يزعمون (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ) في التوراة (مَا اتَّخَذُوهُمْ) أي ما اتخذ اليهود أهل الضلال والفساد والطغاة الأوغاد (أَوْلِياءَ) من دون الطيبين الصالحين.
٨٢ ـ (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) ولكل طيب ومخلص (الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) يشير سبحانه بهذا إلى تحالف اليهود مع المشركين ضد محمد (ص) وتأليهم عليه وإيذائهم له بألسنتهم وأيديهم وشتى ما يملكون من سلاح (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) ليس في هذه الآية وما يتصل بها تصريح أو تلويح بأن النصارى يحبون المسلمين أو يكرهون اليهود أكثر من كرههم لمن أسلم كلا ، إنها بعيدة عن ذلك ، وإنما تدل على أن الأفكار الدينية المسيحية هي من حيث الإنسانية أقرب منها إلى الإسلام وإنسانيته من الأفكار الدينية اليهودية ، وكل من قرأ التوراة والإنجيل ينتهي إلى العلم بهذه الحقيقة ـ مثلا ـ إله الإنجيل هو إله المحبة والرحمة للبشرية جمعاء بنص كلماته تماما كما جاء في القرآن ، أما إله التوراة فإنه مرتبط باليهود وحدهم ، وهم شعبة الخاص ، ولا يعنيه من أمر الخلائق شيئا إلا أن تكون أداة لمصلحة اليهود! ولا أدري كيف جمع النصارى بين الإيمان بإله التوراة المتعصب والإيمان بإله الإنجيل الذي وسعت رحمته كل شيء؟ (ذلِكَ) إشارة إلى الأفكار الدينية المسيحية (بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) علماء (وَرُهْباناً) عبادا (وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) على أحد من عباد الله وعياله.
____________________________________
الإعراب : (مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) متعلق بمحذوف حالا من (الَّذِينَ كَفَرُوا). (لَبِئْسَ ما كانُوا) بئس فعل ماضي بمعنى الذم ، و (ما) اسم نكرة بمعنى شيء محل نصب على التمييز. وفاعل بئس مستتر يفسره ما ، أي الشيء شيئا فعلهم ، وقد تصيدنا من يفعلون مصدرا جعلناه المخصوص بالذم. وهو مبتدأ وخبره بئس وما بعدها ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، أي هو فعلهم.