٨٣ ـ (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا) هذه واقعة خاصة لا يقاس عليها كل راهب وقسيس ، ولذا نكّر سبحانه ولم يقل القسيسين والرهبان والواقعة هي أن جعفر ابن أبي طالب تلا للنجاشي بعض ما نزل في عيسى وأمه من القرآن فبكى ومن حضر من قومه.
٨٤ ـ (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ ...) قال هذا النجاشي ومن معه.
٨٥ ـ (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا) ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
٨٦ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) وهكذا لا يستوي عند العدالة الإلهية المسيء والمحسن وإذا سلم المجرم من عقاب الناس فلا مفر له من عذاب الله.
٨٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) جاء في الروايات أن هذه الآية نزلت في جماعة من الصحابة غلب عليهم الخوف من الله ، فحرموا على أنفسهم النساء والطيبات ، وانقطعوا إلى العبادة ، فنهاهم النبي (ص) وقال لهم فيما قال : أما أنا فأقوم وأنام ، وأصوم وأفطر ، وآتي النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني. (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الذين يعملون للآخرة وينسون الدنيا ، أو للدنيا وينسون الآخرة.
٨٨ ـ (وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) اعملوا وكلوا من عمل أيديكم ، فإن الأيدي الخشنة العاملة أفضل عند الله من الجباه السود الساجدة.
٨٩ ـ (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) يمين اللغو ما يدور على اللسان من غير قصد وروية ، ووجوده كعدمه (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) يمين الشرع ما يؤتى بها عن قصد وروية ، ويجب الوفاء بها ويؤاخذ الحالف على حنثها (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ ...) من حلف اليمين الشرعية وخالفها ، وجبت عليه الكفارة مخيرا بين ثلاث خصال (١) أن يطعم عشرة مساكين بالجمع بينهم أو بالتفريق (٢) أن يكسو كل واحد منهم ما يسمى كسوة في العرف (٣) أن يعتق عبدا ، ولا عبيد اليوم (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) عجز عن الخصال الثلاث (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ) وإن عجز عن صومها .. استغفر الله ورجا عفوه.
____________________________________
الإعراب : (وَما لَنا) مبتدأ وخبر. وجملة (لا نُؤْمِنُ) حال من ضمير الخبر المحذوف الذي تعلق (لَنا) به. وما جاءنا (ما) في محل جر عطفا على لفظ الجلالة. والمصدر المنسبك من أن يدخلنا مجرور بفي محذوفة ، أي في أن يدخلنا ، والمجرور متعلق بنطمع. (حَلالاً) حال من ما ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف ، أي رزقا حلالا ...