أُوتُوا) من فضل الله ، وازدادوا بطرا وأشرا (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً) أنزل بهم العذاب على حين غفلة (فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) متحيرون آيسون من النجاة والرحمة.
٤٥ ـ (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي آخرهم ، ولم يترك منهم أحدا.
٤٦ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ ...) يذكر سبحانه العصاة والطغاة بقدرته ويحذرهم منها عسى أن يتوبوا ويثوبوا ، وفي نهج البلاغة : فو الله لقد ستر حتى كأنه قد غفر (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ) نكرر العظات في شتى الأساليب ، ولا مزدجر ومغير.
٤٧ ـ (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ) أخبروني (إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً) بلا إنذار وإشعار (أَوْ جَهْرَةً) مع الإنذار والإشعار (هَلْ يُهْلَكُ) دنيا وآخرة (إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) أما الأبرار فلهم أجرهم مرتين بما صبروا.
٤٨ ـ (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ) بالثواب (وَمُنْذِرِينَ) بالعقاب (فَمَنْ آمَنَ) بالله مخلصا (وَأَصْلَحَ) من عمله (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وهل يخشى البريء من سلطان الحق وسيف العدل؟
٤٩ ـ (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ) ولذا يخافون العدل في دار الأمان.
٥٠ ـ (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) أبدا لا أحد يملك مع الله شيئا حتى الأنبياء (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) إنما الغيب لله (وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) وهكذا يحدد محمد (ص) نفسه في أنه يقف مع كل الناس أمام سلطان الله وقدرته على قدم المساواة ، فأين مكان الحقيقة المحمدية في كتاب الله ، وأنها الروح الذي سرى في جميع الكائنات والنور الذي خلق الله منه جميع الموجودات؟ وأعظم ما في محمد وآل محمد الأطهار أنهم بلغوا من كمال البشرية وجلالها الغاية والنهاية بحيث لا موجود فوقهم إلا خالق الوجود وخالقهم وكفاهم بذلك عظمة وكرامة (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) أبدا لا أحد يقاس بمحمد وآل محمد. فهم المطهرون من الرجس والدنس تطهيرا بإرادة الله ، ومودتهم حق وفرض على الناس في كتاب الله.
____________________________________
الإعراب : (مَنْ) مبتدأ ، و (إِلهٌ) خبر ، وغير الله صفة لإله ، وجملة (يَأْتِيكُمْ) صفة ثانية. والضمير في (بِهِ) يعود إلى معنى المأخوذ ، وهو السمع والبصر. (كَيْفَ) حال من ضمير نصرّف. و (بَغْتَةً) حال من ضمير أتاكم. و (مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) حال من المرسلين. (وَبِما كانُوا) ما مصدرية والمصدر المنسبك مجرور بالباء متعلق ب (يَمَسُّهُمُ).