(مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ) أي بالفداء (وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) أي بالقتل والإخراج (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ) هوان وخسران (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ) الذي أعدّه الله لأعدائه (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) بل نحن الغافلون عمّن لا يغفل عنّا.
٨٦ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) رضوا بالعاجلة عوضا عن الآجلة (فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) وهذه عاقبة كل أفّاك أثيم.
٨٧ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) التوراة نزلت جملة واحدة (وَقَفَّيْنا) اتبعنا (مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) كثيرا (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) المعجزات الواضحات (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) جبريل أو أن عيسى (ع) هو بالذات يحمل روحا قدسية (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ) الخطاب لليهود (رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ) لا لشيء إلا لأنه حق (اسْتَكْبَرْتُمْ) ونفرتم من الإيمان بالعدل والصدق (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ) كعيسى ومحمد (وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) كزكريا ويحيى.
٨٨ ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ) في غلاف لا ترى ولا تسمع بطبعها (بَلْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ) أي ليست قلوب اليهود صمّاء عمياء بالطبع. بل بالإصرار على الفساد والعناد (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) ما زائدة للتوكيد ، وقليلا صفة لمفعول مطلق محذوف أي فإيمانا قليلا.
٨٩ ـ (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) وهو القرآن (مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) من التوراة والإنجيل كذبوا القرآن (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ) كان اليهود من قبل محمد (ص) (يَسْتَفْتِحُونَ) يستنصرون بمحمد (عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا) من المشركين ويقولون لهم : غدا يأتي محمد وترون (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا) من الحق (كَفَرُوا بِهِ) بغيا وحسدا (فَلَعْنَةُ اللهِ) غضبه وعذابه (عَلَى الْكافِرِينَ) بالحق أيّا كانوا ويكونون
____________________________________
الإعراب : (مُصَدِّقٌ) صفة (كِتابٌ) ، وجواب (لَمَّا) الأولى محذوف دل عليه جواب لما الثانية ، وهو كفروا به. بئس للذم ، ونعم للمدح ، وإذا كان الاسم بعدهما محلىّ بالألف واللام فهو فاعل أبدا ، نحو نعم الرجل زيد ، وبئس الرجل زيد ، وزيد مبتدأ ، خبره جملة بئس الرجل ، أو نعم الرجل. وإذا كان ما بعدها نكرة ، مثل نعم رجلا ، وبئس رجلا فهو منصوب أبدا على التمييز ، وفاعل نعم وبئس ضمير مستتر يفسره التمييز. وان اتصلت بهما (ما) مثل نعما و (بِئْسَمَا) فان كانت (ما) بمعنى الشيء فهي فاعل ، وان كانت بمعنى شيئا فهي تمييز.