٩٠ ـ (بِئْسَمَا) للذم (اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) باعوها (أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) هذا بيان لسبب الذمّ ، وهو كفرهم بما جاء في التوراة من البشارة بمحمد (ص) (بَغْياً) ظلما وحسدا (أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وهو الوحي والنبوّة (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) لأنه أعلم حيث يجعل رسالته (فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ) صاروا جديرين بغضب متوال لكفرهم بنبيّ الحق وبغيهم عليه (وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) عظيم.
٩١ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ) سواء أنزل على رجل منكم أم من غيركم (قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) على رجل منا (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ) بما ينزل على رجل من غير اليهود (وَهُوَ الْحَقُ) القرآن (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) من توراة موسى (ع) وإذا كفروا بما يوافق التوراة فقد كفروا بنفس التوراة (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) لقد جمعتم أيّها اليهود بين قتل الأنبياء وادعاء الإيمان بالتوراة التي تحرم قتل الأنبياء ، وهذا عين التناقض!.
٩٢ ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ) المعجزات الدالة على صدقه (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) إلها معبودا (مِنْ بَعْدِهِ) من بعد مجيئه بالمعجزات (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) ومأواكم جهنم وبئس المصير.
٩٣ ـ (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) تقدم بالحرف في الآية ٦٣ (وَاسْمَعُوا) لما أمرتم به في التوراة (قالُوا سَمِعْنا) قولك (وَعَصَيْنا) أمرك (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) تغلغل حبه في أعماقهم (بِكُفْرِهِمْ) بسبب الكفر (قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) قبحا لكم ولإيمانكم بالعجل وعبادته ، هذا (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) كما تزعمون كذبا وافتراء بأنكم على دين موسى وتوراته.
٩٤ ـ (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ) الجنّة (خالِصَةً) خاصة بكم (مِنْ دُونِ النَّاسِ) كما تزعمون (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) من أيقن أنه من أهل الجنّة اشتقاق إليها ، قال أمير المؤمنين لولده الإمام الحسن (ع) لا يبالي أبوك ، على الموت سقط أم عليه سقط الموت.
____________________________________
الاعراب : وعليه يجوز أن تكون ما في بئسما في الآية اسما موصولا مرفوعا على انها فاعل بئس ، وجملة (اشْتَرَوْا) صلة ، ويجوز أن تكون ما نكرة بمعنى شيئا وجملة اشتروا صفة ، وعلى التقديرين فان المصدر المنسبك من (أَنْ يَكْفُرُوا) محله الرفع بالابتداء ، وجملة بئسما خبر. وبغيا مفعول من أجله ، والمصدر من (أَنْ يُنَزِّلَ) منصوب بنزع الخافض ، أي لأن ينزل.