٩٥ ـ (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً) وكان كما أخبر القرآن (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) من التحريف والكذب على الله (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) هذا تهديد ووعيد.
٩٦ ـ (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) أي منفعتهم الخاصة (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) أيضا اليهود أحرص على المنفعة الخاصة من المشركين (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ) اليهود (لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ) هذا الضمير يعود على «أحدهم» (بِمُزَحْزِحِهِ) لا يبتعد (مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ) أبدا لا نجاة لهم من النار سواء أعاشوا ألفا أم ألوفا (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) ويعاملهم بما يستحقون.
٩٧ ـ (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) تومئ هذه الآية إلى أن اليهود كانوا يكرهون جبريل (فَإِنَّهُ) جبريل (نَزَّلَهُ) القرآن (عَلى قَلْبِكَ) يا محمد (بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) من التوراة والإنجيل (وَهُدىً) إلى نهج السبيل (وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) بالثواب الجزيل.
٩٨ ـ (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) أعاد ذكر جبريل وميكال بعد ذكر الملائكة لفضلهما (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) فيه دلالة على أن عداوة الملائكة كفر.
٩٩ ـ (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) الخطاب لمحمد (ص) (آياتٍ بَيِّناتٍ) معجزات واضحات (وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) المتمردون على الحق.
١٠٠ ـ (أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) اليهود موصوفون بنقض العهد ، وقال سبحانه : فريق منهم لأن بعضهم لم ينقض (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) بأن نقض العهد ذنب.
١٠١ ـ (وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) لخيرهم وسعادتهم (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) التوراة (كِتابَ اللهِ) القرآن (وَراءَ ظُهُورِهِمْ)
____________________________________
الإعراب : (جِبْرِيلَ وَمِيكالَ) ممنوعان من الصرف للعلمية والعجمة .. وقال صاحب مجمع البيان ، وصاحب البحر المحيط : (ان جواب (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) محذوف تقديره فهو كافر ، أو ما أشبه وقد دل عليه الموجود ، وعلله صاحب البحر بأن الجواب لا بد أن يكون فيه ضمير يعود على (مَنْ) التي هي اسم الشرط ، وقوله تعالى : (فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ) ليس فيه ضمير يعود على من ، لأن ضمير (فَإِنَّهُ) عائد علىّ جبريل ، وضمير (نَزَّلَهُ) عائد على القرآن ... و (مُصَدِّقاً) حال من الضمير في الضمير في نزله ، وهدى وبشرى معطوفان عليه.