٦٣ ـ (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) كناية عن الشدائد التي لا ينجو منها صغير ولا كبير (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) متضرعين بألسنتكم ومسرين في أنفسكم (لَئِنْ أَنْجانا) الله (مِنْ هذِهِ) المصيبة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) هذي لغة التجار ، يشكرون الله لا إخلاصا له ، بل بشرط أن يعطيهم النجاة والخلاص من الآلام ، وهكذا يتعاملون مع الشيطان يعطونه الدين والعقل والضمير بشرط أن يعطيهم شيئا من متاع الدنيا وزخرفها ، ولكن الله سبحانه يعامل كلا بما هو أهل «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه».
٦٤ ـ (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) إن الله سبحانه ينجيكم ويشفيكم مما يعجز عنه أهل الأرض بالكامل ، ولكن تعودون بعد الشفاء والنجاة إلى الرذائل والسيئات.
٦٥ ـ (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) كالصواعق والطوفان (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) كالخسوف والزلازل (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً) يخلطكم او يجعلكم أحزابا متطاحنة (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) يقتل بعضكم بعضا (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) نقيم للناس الحجج على الحق ، عسى أن يعملوا به.
٦٦ ـ (وَكَذَّبَ بِهِ) بالقرآن (قَوْمُكَ) قريش (وَهُوَ الْحَقُ) ولذا جحدوه وعاندوه (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) بل بشير ونذير.
٦٧ ـ (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) لكل خبر يوم يعرف فيه صدق المخبر من كذبه.
٦٨ ـ (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ ...) تقدم
____________________________________
الإعراب : ومولاهم صفة لله. والحق صفة ثانية. جملة (تَدْعُونَهُ) حال من مفعول ينجيكم. و (تَضَرُّعاً) مصدر في موضع الحال ، أي متضرعين. و (مِنْ فَوْقِكُمْ) متعلق بمحذوف صفة لعذاب. و (شِيَعاً) حال من مفعول يلبسكم. (كَيْفَ) مفعول (نُصَرِّفُ). و (بِوَكِيلٍ) الباء زائدة ، ووكيل خبر ليس ، و (عَلَيْكُمْ) متعلق بوكيل. و (لِكُلِ) خبر مقدم ، و (مُسْتَقَرٌّ) مبتدأ مؤخر.