١٤ ـ (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ). أمهلني إلى يوم القيامة.
١٥ ـ (قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) في الخطبة الأولى من نهج البلاغة : أعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة واستتماما للبلية وإنجازا للعدة.
١٦ ـ (قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي) أرأيت إلى هذا المنطق المقلوب؟ إن الله سبحانه أمر إبليس ، وترك له الخيار ، فاختار الغواية وآثرها على الهداية ، ولكن إبليس عاد وناقض نفسه بنفسه حيث قال : (لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) ومعنى هذا أن إبليس هو الغواية والتضليل ، فكيف نسب الغواية هنا إلى نفسه بعد أن نفاها عنه ، ونسبها إلى الله تعالى عن ذاك علوا كبيرا؟ وهل قال سبحانه لإبليس : اصرف عبادي عن طاعتي ، واحملهم على معصيتي؟ على أن إبليس يتبرأ من أتباعه ، ويقول لهم فيما يقول غدا : (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ) ... (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) ... (فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) كما في الآية ٤٨ من الأنفال و ٢٢ من ابراهيم ، وهذه الصورة التي رسمها القرآن لإبليس تنطبق على العديد من شياطين الإنس.
١٧ ـ (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ...) كناية عن وسوسة الشيطان وإغوائه بحيث لا يدع معصية إلا أغرى ضعاف العقول والإيمان بها ، ولا طاعة إلا ثبطهم عنها.
١٨ ـ (قالَ) سبحانه لإبليس : (اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً) بالهمزة من ذأمه إذا عابه وذمه (مَدْحُوراً) مطرودا (لَمَنْ) اللام للابتداء ، والكلام مستأنف (تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَ) اللام جواب لقسم محذوف أي أقسم لأملأن (جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) خلقت النار لك ولحزبك.
١٩ ـ (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ ...) تقدم في الآية ٣٥ من البقرة.
٢٠ ـ (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) ليظهر ما ستر من عوراتهما (وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) في الجنة.
٢١ ـ (وَقاسَمَهُما) حلف لهما (إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) عكس اللعين الآية رأسا على عقب وجعل السلب إيجابا ، والإيجاب سلبا حيث أقسم أن عاقبة الأكل من الشجرة الخلود في الجنة ، وهو على علم اليقين بأن الأكل سبب الطرد منها ، وهذا هو المراد بوسوسة الشيطان وحزبه الذين يرفعون شعارات الخير وهم أعدى أعدائه! وينادون بالحرية ويبطشون بالأحرار ، ويتبجحون بالعدالة ويقتلونها غيلة وغدرا ، ويتباكون على الألفة والوحدة وهم الذين شهروا عليها السيوف ومزقوا الصفوف.
٢٢ ـ (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) أنزل إبليس آدم وحواء إلى الأكل من الشجرة بما غرهما من القسم بالله (فَلَمَّا ذاقَا