(إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) واضح بلا تفسير.
١١١ ـ (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) ولما ذا هذا الاحتكار؟ ألأنهم شعب الله المختار! (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) الواهية الخاوية (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) هذا هو الجواب العلمي المفحم.
١١٢ ـ (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أخلص له ، لا يشرك به أحدا (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله (فَلَهُ أَجْرُهُ) الذي يستوجبه (عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) تقدم في الآية ٣٢ و ٦٨.
١١٣ ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) يصحّ ويعتد به (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) عداوات ومصادرات (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ) أي يفعلون هذا ونحوه وهم من أهل العلم وتلاوة الكتب السماوية كما يزعمون (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) هم عبدة الأوثان والدهرية ونحوهم (مِثْلَ قَوْلِهِمْ) أي قالوا لأهل الأديان بالكامل : لستم على شيء ونحن وحدنا على الصراط القويم (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فيريهم من يدخل الجنّة ومن يدخل النار عيانا.
١١٤ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها) هذا التهديد يعمّ ويشمل بظاهره كل من لا يحترم المساجد أينما كانت وتكون ، فيمنع من التعبد فيها أو يعمل على هدمها أو عدم بنائها (أُولئِكَ) المانعون (ما كانَ لَهُمْ) في حكم الله (أَنْ يَدْخُلُوها) المساجد (إِلَّا خائِفِينَ) لأن الله تعالى كتب على نفسه أن ينصر المسلمين على أعداء الإسلام إذا عملوا بموجبه (لَهُمْ) لأعداء الإسلام (فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) ولو بعد حين (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) ولا عذاب أعظم من نار الجحيم.
١١٥ ـ (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) الأرض كلها لله ، وللمسلم أن يصلّي في أيّة بقعة منها سواء منع من الصلاة في المسجد أم لم يمنع لأن الله خلق الأرض مسجدا وطهورا (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) أينما صلّى المسلم فعليه أن يتّجه إلى الشطر الذي أمر الله بالاتّجاه إليه ، وهو شطر المسجد الحرام بنصّ الآية ١٤٤ من البقرة وغيرها كما يأتي (إِنَّ اللهَ واسِعٌ) يريد
____________________________________
الإعراب : اتفقوا على ان المصدر المنسبك من (أَنْ) والفعل الذي دخلت عليه محله النصب ، ثم اختلفوا في اعرابه على أربعة أقوال ذكرها الرازي وأبو حيان الأندلسي ، وأظهرها ـ كما نرى ـ ان المصدر منصوب بنزع الخافض ، والتقدير منع من ذكر الله فيها ، كما تقول منعه من كذا ، (خائِفِينَ) حال من الواو في (يَدْخُلُوها).