١٢٢ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) مر في الآية ٤٧.
١٢٣ ـ (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) مرّ في الآية ٤٨.
١٢٤ ـ (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) إبراهيم (ع) هو أبو الأنبياء ، والله سبحانه لا يختبر عباده حقيقة ، لأنه أعلم بهم من أنفسهم ، ولكنه يكلّفهم ليظهر ويتميز المطيع المستحق للثواب من العاصي المستحق للعقاب (بِكَلِماتٍ) بأوامر ونواه (فَأَتَمَّهُنَ) فامتثل وأطاع على أكمل وجه (قالَ) الله سبحانه لإبراهيم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) قدوة يأتمون بك في دينهم (قالَ) إبراهيم لربّه : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) رجاه أن يمنّ على بعض ذرّيته بالإمامة أيضا (قالَ) سبحانه : (لا يَنالُ عَهْدِي) أي الإمامة (الظَّالِمِينَ) العاصين ، ويدل هذا على أن الإمام يجب أن يكون معصوما.
١٢٥ ـ (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ) الكعبة (مَثابَةً لِلنَّاسِ) مرجعا ، والتاء للمبالغة من ثاب بمعنى رجع (وَأَمْناً) من عذاب الله غدا لمن أدّى مناسك الحج على وجهها (وَاتَّخِذُوا) أمر (مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ) معروف للناس في الكعبة المكرمة (مُصَلًّى) صلّوا فيه مع الإمكان (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) أمرناهما (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ) من الأوثان والخبائث (لِلطَّائِفِينَ) الذين يدورون حوله (وَالْعاكِفِينَ) المعتكفين فيه والمجاورين له (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) المصلّين عنده.
١٢٦ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا) إشارة إلى مكة (بَلَداً آمِناً) من الجبابرة والغزاة والعواصف والزلازل ونحو ذلك (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ) حتى ولو أتتهم من الخارج لا من أرضهم (مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) من آمن بدل بعض من أهله ، ارزق يا الله المؤمنين من أهل مكة (قالَ) سبحانه لخليله : (وَمَنْ كَفَرَ) أي ارزق المؤمن والكافر ، لأن الرزق شيء ، والإمامة أو الإيمان شيء آخر (فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) في الدنيا (ثُمَّ أَضْطَرُّهُ) في الآخرة
____________________________________
الإعراب : (إِبْراهِيمَ) مفعول مقدم ، و (رَبُّهُ) فاعل مؤخر ، والضمير عائد على ابراهيم ، وهو مؤخر لفظا متقدم رتبة ، لأن رتبة الفاعل متقدمة على رتبة المفعول ، وقال النحاة : لا يجوز تقديم الضمير لفظا ورتبة ، لأن من شأنه أن يعود على سابق اما لفظا واما رتبة ، ولا يجوز أن يعود على متأخر لفظا ورتبة.