(إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) العقاب غدا لمن عصى ، والثواب لمن أطاع أما الآن فالرزق لمن سعى له سعيه برا كان أو فاجرا.
١٢٧ ـ (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ) جمع قاعدة وهي الأساس (مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ) أي رفعا البناء على أسس البيت (رَبَّنا) يقولان : يا ربّنا (تَقَبَّلْ مِنَّا) فيه دلالة على أنهما بنيا الكعبة مسجدا لا مسكنا (إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ) لدعائنا (الْعَلِيمُ) بمقاصدنا.
١٢٨ ـ (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) مستسلمين مخلصين (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) وقد استجاب سبحانه دعاءهما حيث جعل من ذرّيتهما المسلمين ، ويبلغون الآن ألف مليون كما جاء في مجلة العربي الكويتية عدد جمادى الثانية سنة ١٣٩٧ ص ٥٠ (وَأَرِنا مَناسِكَنا) عرفنا بمناسك الحج وغيرها من العبادات لنقوم بها على وجهها (وَتُبْ عَلَيْنا) هذا الطلب أو الرجاء هو ضرب من العبادة ، وإن لم يكن هناك ذنب (إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ) القابل للتوبة (الرَّحِيمُ) بعبادك.
١٢٩ ـ (رَبَّنا) قال إبراهيم وإسماعيل : يا ربّنا (وَابْعَثْ فِيهِمْ) في الأمة المسلمة (رَسُولاً مِنْهُمْ) وهو نبيّنا محمد (ص) الذي قال : أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) القرآن الكريم (وَالْحِكْمَةَ) الشريعة (وَيُزَكِّيهِمْ) يطهرهم من الإلحاد والفساد (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) القوي (الْحَكِيمُ) في كل ما تفعل.
١٣٠ ـ (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) لا يبتعد عن شريعة إبراهيم وطريقته التي هي الحق والحقيقة (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ) أهانها واستخف بها (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) اخترناه للنبوة والرسالة (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) الفائزين بالعزّة والكرامة.
١٣١ ـ (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ) كناية عمّا يملك إبراهيم من عقل خالص اهتدى به إلى التوحيد (قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) نظرت وعلمت أنك خالق كل شيء.
١٣٢ ـ (وَوَصَّى بِها) الهاء تعود إلى كلمة إبراهيم وهي (أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ إِبْراهِيمُ بَنِيهِ) إسماعيل من هاجر وإسحاق من سارة. وفي التوراة أن له اسما ثالثا اسمه مديان من قنطورة (وَيَعْقُوبُ) بن إسحاق أوصى بنيه بذلك وقال : (يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) أعطاكم صفوة الأديان وهو دين الإسلام (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) اثبتوا على الإسلام حتى الموت.
١٣٣ ـ (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ) حاضرين (إِذْ حَضَرَ) أي احتضر ورأى علامات الموت (يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) وهو