الأول طبعة سنة ١٩٥٥ : «أن أبا طالب قال لولده علي : «ان محمدا لم يدعك إلا إلى خير فالزمه» ولا معنى للإسلام إلا الاعتراف بأن دعوة محمد خير يجب اتباعه وطاعته
١١٤ ـ (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ ...) وعد إبراهيم الخليل (ع) أباه أن يستغفر له كما في الآية ٤ من الممتحنة ، فأوحى سبحانه إلى خليله أن أباك لن يؤمن ، بل يموت كافرا ، فانقطع رجاؤه وتبرأ منه (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) هو الذي يكثر التأوه والبكاء والدعاء خوفا من الله.
١١٥ ـ (وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) إذا عمل المؤمن عملا محرما عن جهل بالتحريم كما لو استغفر لقريبه المشرك ـ فإن الله لا يضله (أي لا يؤاخذه) إلا بعد البيان والإعلام ، فإن خالف بعد هذا استحق العقاب.
١١٦ ـ (إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) واضح ، وتقدم في الآية ١٥٨ من الاعراف.
١١٧ ـ (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) المراد بالتوبة على النبي (ص) والذين أطاعوه في اليسر والعسر ـ الرحمة والرضوان ، وليس الصفح عن الذنب. (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ) أصاب المسلمون قسوة وشدة في غزوة تبوك ، فكان العشرة يتناوبون على بعير واحد ، والرجلان يقتسمان تمرة واحدة ، فانهارت أعصاب بعض الصحابة ، وهموا أن يفارقوا الرسول (ص) ولكنهم لم يفعلوا ، بل صبروا واحتسبوا (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ) أي تاب سبحانه على هؤلاء ، والمراد بالتوبة عليهم أنه تعالى يعاملهم معاملة الذين لم يهموا بالفرار وترك الرسول.
١١٨ ـ (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) هم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرار بن الربيع ، تخلفوا عن غزوة تبوك من غير عذر ولا نفاق ، بل عن تهاون وتكاسل ، فلما رجع رسول الله (ص) إلى المدينة عتب عليهم وأمر الناس بمقاطعتهم (حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ) على سعتها كأنهم لا يجدون فيها مقرا ولا ممرا (وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) من الغم والخوف من الله (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) أبدا لا أحد ينال ما عند الله إلا بمعونته ومرضاته (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) أي أن الله تعالى يقبل التوبة لكي يتوبوا ، ولا يعتذروا ويقولوا : لو قبل الله منا التوبة لتبنا. وفي الصحيفة السجادية : «اللهم اقبل توبتي كما وعدت ، واعف عن سيئاتي كما ضمنت ، وأوجب لي محبتك كما شرطت ولك يا رب شرطي أن لا أعود. (إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) تقدم بالحرف الواحد قبل قليل في الآية ١٠٤.
١١٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ
____________________________________
الإعراب : اسم (كادَ) ضمير الشأن ، وجملة يزيغ خبر ، أي من بعد ما كاد الشأن أو الحال يزيغ قلوب فريق. (وَعَلَى الثَّلاثَةِ) عطف على