١٠ ـ (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَّ ...) دعاء أهل الجنة : تسبيح وتقديس ، وتحيتهم في دار السلام غبطة ومحبة ، أما الحمد فهو على العتق من النار أولا وقبل كل شيء ... أبدا ما خير بخير بعده النار.
١١ ـ (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) قال المشركون : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. فقد استعجلوا وقوع الشر تماما كما يستعجلون الخير ، ولكن الله سبحانه لم يستجب إلى طلبهم ، لحكمة بالغة ، وهي أن بعضهم أسلم وأحسن ، وخرج من صلب آخرين كثير من المؤمنين (فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) العمه : عمى البصيرة ، وكل نافر من الحق ، مكابر للنصح يترك وما اختار لنفسه حتى يلقى ربه ، ولا عدوان عليه في الدنيا إلا أن يعتدي ، هذي هي شريعة القرآن والإنسان العارف المنصف. فهل يتعظ ويعتبر الذين يدعون إلى طاعة الله بالحماقة والموعظة السيئة؟
١٢ ـ (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ) مضطجعا (أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً) لو نزل أدنى مكروه بمن استعجل الشر لفقد الصبر ، ولجأ إلى الله خاضعا متذللا في شتى حالاته لنكشف عنه ما نزل به (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ) أبدا لا عهد له بمن استجار به واستجاب لتضرعه! وهكذا اللئيم يجحد الجميل بصلافة ، وينكر المعروف بكل وقاحة.
١٣ ـ (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ ...) تقدم في الآية ٦ من الأنعام.
١٤ ـ (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ ...) استخلفناكم في الأرض من بعد القرون الأولى ، لننظر : هل تعملون خيرا أو شرا ، فنعاملكم بما تستحقون.
١٥ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا) بكتاب آخر(أَوْ
____________________________________
الإعراب : (سُبْحانَكَ) منصوب على المصدر وهو ساد مسد الخبر ، أو ان خبر المبتدأ محذوف تقديره قولهم سبحانك. و (أَنِ الْحَمْدُ إِنَّ) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، أي أنه الحمد ، والجملة خبر آخر ودعواهم مجرور بالاضافة. (بِالْخَيْرِ) الباء للتعدية ، لجنبه في موضع الحال أي دعانا مضطجعا. و (كَأَنْ) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف أي كأنه لم يدعنا. و (كَذلِكَ) الكاف بمعنى مثل في موضع نصب صفة لمفعول مطلق محذوف أي تزيينا مثل ذلك. ومثله كذلك نجزي. والمصدر المنسبك من ليؤمنوا متعلق بمحذوف على أنه خبر لكانوا أي وما كانوا مريدين للإيمان. و (كَيْفَ) محل نصب بتعملون.