١٣٨ ـ (صِبْغَةَ اللهِ) دين الله أو فطرته التي فطر الناس عليها (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) أبدا لا دين إلا ما أنزله الله (وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) وحده لا شريك له.
١٣٩ ـ (قُلْ) يا محمد لليهود وغيرهم (أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ) لما ذا اصطفى نبيا من العرب دون غيرهم أو محمدا بالخصوص دون سواه من العرب (وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ) خلقنا جميعا وعلينا أن نسمع ونطيع بلا سؤال وجدال (وَلَنا أَعْمالُنا) نحن مسؤولون عنها من دونكم (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) أنتم مسؤولون عنها دون غيركم (وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) إيمانا وعملا.
١٤٠ ـ (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى) إن هذا القول جهالة وضلالة (قُلْ) يا محمد لهؤلاء : (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ) من الله بعباده وأنبيائه (أَمِ اللهُ) ليس هذا سؤالا ، بل توبيخا حيث لا محل للسؤال إطلاقا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) كتم اليهود ما جاء في توراة موسى ، وكتم النصارى ما جاء في إنجيل عيسى كل ما يتصل بمحمد (ص) وصفاته (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) من كتمان الحق وغيره.
١٤١ ـ (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) تقدم بالحرف في الآية ١٣٤.
١٤٢ ـ (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) وهم اليهود : (ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) كان النبيّ والمسلمون يتوجّهون في صلاتهم إلى بيت المقدس بأمر الله تعالى ، ثم نسخ هذه القبلة ، وحولها إلى الكعبة ، فقال اليهود ساخرين : ولما ذا هذا التحول؟ (قُلْ) يا محمد : (لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الأرض كلها لله ، ولكن الحكمة تارة تستدعي الصلاة إلى بيت المقدس ، وتارة إلى الكعبة.
١٤٣ ـ (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) على الصراط الوسط العدل (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) يجب على علماء المسلمين أن يبلّغوا الناس رسالة محمد (ص) وبذلك يصبحون حجّة على من بلّغوه إذا أهمل ولم يعمل (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) ومن أهمل من العلماء هذا التبليغ يكون محمد حجّة عليه غدا أمام الله (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) بعد أن أمر الله نبيّه بالتحول من بيت المقدس إلى الكعبة ارتاب بعض من اسلم وقال : مرة هنا ومرة هناك
____________________________________
الإعراب : (مِنَ النَّاسِ) متعلق بمحذوف حال من السفهاء ، لأن الظرف والمجرور بعد المعرفة يتعلق بالحال ، وبعد النكرة بالصفة.