سرعة انقضائها بنبات الأرض في جفافه بعد خضرته ونضرته (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ) إذا نزل الماء على الأرض من السماء تصبح مثل العروس إذا لبست الثياب من كل لون ، وتزينت بالزينة من كل نوع (وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) متمكنون من إنتاجها (أَتاها أَمْرُنا ...) بالهلاك ، وتبخرت الأحلام.
٢٥ ـ (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) إلى الإسلام ، لأنه اسم سلامة ، وجماع كرامة ... فيه شفاء المشتفي ، وكفاية المكتفي كما في الخطبة ١٥٠ من خطب نهج البلاغة.
٢٦ ـ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى) لكل من أحسن وأصاب في رأي أو عقيدة وفي قول أو فعل وفي قصد أو هدف ـ فله المثوبة الحسنى أجرا وجزاء (وَزِيادَةٌ) على ما يستحق (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ) غبرة فيها سواد ، وهي هنا كناية عما يظهر في الوجه من الخوف والهلع (وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ) الذين جاهدوا وصبروا وأخلصوا دينهم وعملهم لله وحده.
٢٧ ـ (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) ولا زيادة ، بل (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) ـ ١٥ المائدة» (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) تلحق أو تلصق بالمسيئين ذلة الفضيحة (ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) يمنع عنهم سوء العذاب (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) يحشر الله سبحانه المسيئين يوم القيامة بوجوه كالليل الأبهم.
٢٨ ـ ٢٩ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) من أحسن اللغة : يرهق وجوههم أي يغشاها ويغطيها. وقتر بفتح القاف والراء غبار أو دخان أسود ، والذلة الهوان ، والعاصم المانع. وزيّلنا فرّقنا وميّزنا.
____________________________________
الإعراب : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) خبر مقدم ، والحسنى مبتدأ مؤخر. (وَالَّذِينَ كَسَبُوا) مبتدأ ، وجزاء سيئة خبر ، وبمثلها متعلق بجزاء ، وقيل : جزاء مبتدأ ثان ، وبمثلها خبره. وقطعا مفعول ثان لأغشيت لأنها بمعنى البست. و (مُظْلِماً) صفة لقطع ، وقيل حال. وجميعا حال من ضمير نحشرهم.