بالفلسطينيين ، قتلت من قتلت منهم ، وشردت البقية الباقية في شرق الأرض وغربها ، وبرغم أن إسرائيل ربحت الجولة الأولى والثانية والثالثة مع العرب ، فنحن على عين اليقين أن مصيرها سيكون أسوأ بكثير من مصير بني إسرائيل مع أخيهم يوسف لا لأن العرب أكثر مالا ونفرا ، بل لأن دولة العدوان إلى زوال ، وإن طال بها الأمد ، وفي التاريخ ألف شاهد ودليل.
١٠ ـ (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) في قاموس الكتاب المقدس هو رأوبين ، اسم عبري معناه «هو ذا ابن» وكان بكر يعقوب (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) قعر البئر وغوره الغائب عن عين الناظر (يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ) المارة (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) عازمين لا محالة.
١١ ـ ١٢ ـ (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ ...) استأذنوا أباهم في مصاحبة يوسف إلى المرعى ، يلعب ويسعى.
١٣ ـ (قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي ...) اعتذر إليهم بشيئين : الأول يصعب عليه فراقه. الثاني يخاف عليه من الذئب.
١٤ ـ (قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) جماعة (إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) لا نصلح لشيء.
١٥ ـ (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا) عزموا (أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) جواب لما محذوف تقديره فعلوا ذلك غير مكترثين بغضب الله وعقوق الوالد (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ ...) ألقى الله في روع يوسف أنه ناج من محنته ، وأنه سوف يخبر إخوته بقبح ما فعلوا ، فسكنت نفسه ، واطمأن لمصيره.
١٦ ـ (وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ) وهم القاتلون الغادرون. ويروى أن امرأة خاصمت رجلا عند القاضي وبكت. فقال بعض من حضر للقاضي : ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة. فقال له القاضي : إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.
١٧ ـ ١٨ ـ (قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ) نجري على أقدامنا لننظر أينا يسبق الآخر (وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ...) وظل هذا الكذب والافتراء
___________________________________
الإعراب : (وَتَكُونُوا) عطف على يخل. (وَأَرْضاً) مفعول فيه لاطرحوه. و (صالِحِينَ) صفة للقوم و (يَلْتَقِطْهُ) مجزوم بجواب الأمر ، ومثله يرتع. والمصدر من أن تذهبوا به فاعل يحزنني. ومصدر أن يأكله مجرور بمن محذوفة. ومصدر ان يجعلوه مجرور بعلى أيضا محذوفة. (عِشاءً) ظرف زمان منصوب بجاءوا. وجملة (يَبْكُونَ) حال ، ومثلها جملة نستبق.